Caalamka Saddexda iyo Xayndaabyada
عالم السدود والقيود
Noocyada
فالمفتاح الذي ينير ويطفئ النور لا بد أن يركب عند الباب من خارج الحجرة، ولا يصح في حكم النظام أو حكم «الناموس» أن يركب في داخلها لكي أفتحه وأقفله حين أحتاج إلى فتحه وإقفاله.
وهو في تركيبه خارج الحجرة يظل معرضا لكل سجين يعبر بالعنبر أو يمشي في الدور، ولا يكون معرضا لسجين واحد يحرص عليه؛ لأنه ينير له ويعينه على شأنه، ولكنه النظام ولا تفسير ولا تأويل لما يقضي به النظام!
فإذا فرغت من القراءة الساعة العاشرة أو الحادية عشرة أو الثانية عشرة، فسبيلي أن أقرع الباب السميك أستدعي الحارس ليتولى هو بيديه «شعائر إطفاء النور»، فإذا كان قريبا متيقظا في تلك الساعة فالخطب هين، والدعوة لا تطول إلا ريثما تجاب، أما إذا ابتعد أو نام فالحل الوحيد في حكم النظام هو إزعاج السجناء الذين معي في الدور جميعا لإدارة المفتاح الصغير، فإن لم يكن هذا فمبيتي سهران إلى الصباح؛ لأن أعصاب عيني لا تألف الغمض في الضياء.
أخلاق (1)
الألفة شرط المعرفة.
ولا تصدق هذه القاعدة على شيء كما تصدق على أخلاق الناس، واستطلاع أسرار الإنسانية التي لا تنكشف - وليس في الوسع أن تنكشف - من اللقاء الأول.
فنحن لا نعرف شعبا من الشعوب ولا فردا من الأفراد حق عرفانه حتى نقاربه ونعاشره، ونزيل ما بيننا وبينه من حجاب الغرابة الذي يمنعنا أن ننفذ إلى قرارة نفسه ونتغلغل إلى بواعث أعماله ومناشئ إحساسه، وما يراه هو طبيعيا عاديا في نظره ويراه الآخرون في أنظارهم غريبا أشد الغرابة بعيدا أشد البعد من العادات المألوفة.
لكن الصعوبة في الأمر أن الغرابة مانعة للمعرفة من جهة ولازمة لها من الجهة الأخرى.
مانعة للمعرفة؛ لأنها تحجب عنا الأسرار التي تنطوي وراء الظواهر ولا تنكشف إلا بانكشاف الأستار والحواجز.
ولازمة للمعرفة؛ لأن المعرفة هي التمييز والفصل بين الحدود، وكيف ترانا نميز إنسانا من إنسان، إذا نحن لم نشعر بوجود الاختلاف والغرابة بينه وبين غيره؟ أو نعتقد أنه مخلوق غير الخلائق الأخرى في دخيلته وظاهر أمره؟
Bog aan la aqoon