Birch
في هذه الجيوب مما يساعده، ولا يزال، على تدهور خطير ونمو لصحاري الرمال والحصى على حساب التربة الخصبة المحدودة في هذه المنطقة الباردة.
وإذا تركنا هذا الأثر السيئ للتعرية الجليدية على التربة في فنوسكانديا، فإننا نجد للغطاءات الجليدية آثارا غير سيئة، فإن فنوسكانديا قد هبطت تحت ثقل الجليد، وحينما بدأ الجليد في الانقشاع، ارتفع مستوى البحر مما تسبب في إغراق الكثير من الأودية السفلى فرسبت عليها طبقات سميكة من الطين البحري ظهرت مرة أخرى على سطح اليابسة بعد ارتفاع اليابس السكندنافية حينما تخلص من ثقل الجليد، وهذه التربة الطينية الصلصالية الموجودة في كل من فنلندا والسويد والنرويج هي أحسن تربة يمكن استغلالها في أراضي هذه الدول الثلاث في نواحي الزراعة والرعي.
ويعطينا الغطاء النباتي الطبيعي صورة مجملة لأثر التضاريس والمناخ والتربة المشترك على نورديا، ففي الدنمارك وفي جنوب السويد الغربي يتكون الغطاء النباتي الطبيعي من غابات البلوط والزان، وفي معظم جنوب السويد والسواحل الجنوبية لفنلندا والنرويج كانت الغابات مختلطة ومتكونة من الأشجار السابق ذكرها، وهي عريضة الأوراق وأشجار إبرية أخرى من نوع الصنوبر والتنوب، وبقية فنوسكنديا تغطيها الأشجار المخروطية الكثيفة التي هي امتداد التابيحا الروسية، وفي المناطق الشمالية وعلى جبال النرويج أحراش بتولا، ثم في المناطق الشمالية القصوى وأعالي الجبال البتولا القزمية ونبات أعالي الجبال من الحشائش.
الأهمية الجيوبوليتيكية لأوضاع نورديا الطبيعية
إلى جانب الوضع الهامشي لموارد نورديا فإن لكل عنصر من عناصر هذه المنطقة الطبيعية أهمية خاصة من الناحية الجيوبوليتيكية، فلنتعمق مثلا في الموقع الخاص لهذا الإقليم، فمجرد وقوع الدنمارك على مفاتيح البلطيق يعني أن كل السفن المتجهة من وإلى دول الكتلة الشرقية حاليا (ألمانيا - بولندا - الاتحاد السوفيتي) يجب أن تمر في المياه الدنماركية، ومن ناحية أخرى تشرف سواحل النرويج الشمالية على الممر البحري المفتوح طوال أيام السنة إلى بحر بارنتس وموانئ الاتحاد السوفيتي الشمالية، وعلى هذا فكل السفن المتحركة من وإلى ميناء مورمانسك السوفيتي يمكن مراقبتها باستمرار، ليس فقط من سواحل النرويج الطويلة، بل وأيضا من أيسلندا، وعلى هذا فإن مياه الاتحاد السوفيتي المنفتحة على طريق الملاحة الرئيسي المار في بحر الشمال والأطلنطي الشمالي كلها يجب أن تعبر المضايق أو تمر بجوار سواحل دول نورديا الثلاث الأعضاء في حلف الأطلنطي (الدنمارك - النرويج - أيسلندا).
كذلك هناك مثال آخر، فأحداث التاريخ توضح الأهمية السياسية لأنماط المناخ النوردي، فالكثير من المعارك الحربية كان يعتمد على مدى قسوة المناخ، فالمناخ ذو الشتاء البارد يعني جليد صلب، والجليد الصلب كثيرا ما غير الأهمية الاستراتيجية لكثير من المواقع أو النقط العسكرية على البحيرات والمجاري المائية: يعني إمكان غزو الموقع بالسير على الجليد، كذلك فإن مثل هذا الشتاء في الماضي كان باستمرار موسم نقل البضائع الثقيلة على الزحافات، ويسهل استعمال التزلج دون أن تقف الصخور أو البحيرات أو الأنهار عائقا أمام المرور، كذلك ولهذا السبب كان الشتاء هو موسم إقامة الأسواق التجارية الكبرى، وموسم زيارة الأساقفة لأبروشياتهم المتناثرة، ولهذا نجد أن الكثير من حدود الأبروشيات أو الحدود السياسية قد أقيمت في سكندنافيا في الماضي على أساس مدى إمكانية الاتصال شتاء، ولهذا فإن وادي فالدرز
Valdres
وهالنجدال
Hallingdal
Bog aan la aqoon