والمنطقة الوسطى من المحيط الشمالي ليست كتلة ضخمة متماسكة من الغطاء الجليدي المتشابه، بل هناك أنواع متباينة من الجليد في أعمارها وقوتها، وقد عرف أيضا أن نسبة ذوبان الجليد في الوسط وبحار شمال كندا القطبية أقل من نسبة تزايده، بينما يذوب الجليد بسرعة في بحر تشوكشي ومدخل الأطلنطي بسرعة أكثر.
وتخرج الجبال الجليدية من الجزر القطبية الكبيرة في اتجاه الشمال عامة، وقد لوحظ أيضا أن الجليد الطافي في الحوض الكندي وشمال شرق سيبيريا يسير في حركة مماثلة لحركة عقارب الساعة، بينما تسير الجزر الجليدية الطافية في الحوض الأوروآسيوي في اتجاه معاكس لاتجاه عقارب الساعة، وفي كلا الحالتين تسير هذه الكتلة ببطء شديد، ويمكن ملاحظة حركتها على مدى أشهر طويلة - تتراوح سرعتها بين 6 و20كم في اليوم وتنخفض بشدة خلال الشتاء، وتخرج بعض الجزر الطافية من المحيط الشمالي في اتجاه الأطلنطي الشمالي، كما تتجه بعض هذه الجزر أيضا إلى ساحل سيبيريا.
وأخيرا فإن الأرصاد الجوية للبعثات والمحطات العلمية قد أصبحت تميل إلى معارضة الفكرة السائدة القائلة بوجود منطقة ضغط جوي مرتفع دائمة فوق المنطقة القطبية، وذلك لثبوت التغيرات السريعة جدا في درجات الضغط وكتل الهواء في مناطق مختلفة، كما ثبت دخول كتل من الهواء الدافئ من فوق المحيط الهادئ إلى منطقة المحيط الشمالي حيث تسير فوق كتلة الهواء البارد التي يبلغ سمكها 250 مترا، وينتشر الهواء الدافئ إلى ارتفاع يتراوح بين 6 و8 كيلومترات فوق كتلة الهواء القطبية الباردة. (3-2) الأراضي المحيطة بالمحيط الشمالي
تحد المحيط الشمالي بصفة عامة سواحل متعرجة وسهول منبطحة أو هضاب ساحلية منخفضة، ولا تظهر الجبال إلا في مناطق متفرقة وخاصة سكندينافيا وسيبيريا الشرقية ولبرادور وبافن، أما جرينلاند فهي هضبة عالية لا تكاد تترك سهلا ساحليا إلا في مناطق محدودة.
ومعظم أراضي المنطقة القطبية حديثة جيولوجيا: رسوبات دلتاوية وسهول رسوبية، كما أن الصخور القديمة في سيبيريا الشرقية وسكندينافيا وغيرهما قد نعمتها التعرية الجليدية، وهي خالية من التربة لكثرة التعرية بالجليد أو بالفيضانات التي تحدث في موسم الصيف القصير الأمد.
ولأن معظم المنطقة تغطى بالجليد طوال السنة أو معظم أشهرها، فإن المياه السطحية غير قادرة على التوغل داخل باطن الأرض، مما يؤدي إلى تكوين مستنقعات شاسعة تظل خلال موسم الفيضان فقط، أو مستنقعات دائمة، كما يؤدي ذلك أيضا إلى كثرة وجود البحيرات الضحلة.
والمجاري النهرية في العالم القطبي الشمالي بطيئة للغاية، وخاصة في سهول كندا وسيبيريا الغربية، وتتثنى مسارتها كثيرا بين البحيرات والمستنقعات مما يجعلها غير صالحة إلا للملاحة الخفيفة، كما أنها لا تفيد كثيرا في نقل الأخشاب، ومع ذلك فإن هذه الأنهار ووديانها كانت بمثابة الطرق التي استخدمها الأوروبيون في اختراقهم للتندرا ووصولهم إلى هذه المناطق الشمالية.
أما بالنسبة لسكان المنطقة فإن أهمية هذه الأنهار تنحصر في أنها تجلب إليهم الأخشاب التي تنقلها المياه طبيعيا نتيجة سقوط وتكسر الأشجار في النطاق الغابي المخروطي، وهي بذلك تجلب إليهم شيئا ثمينا لانعدام نمو الأشجار تماما في إقليم التندرا، ولكن إلى جانب ذلك فإن فيضان الأنهار يضايق سكان هذه المناطق؛ لأنه يصعب الانتقال ويزيد من الهاموش والبعوض.
هذا؛ ويمكن أن تقسم أراضي المنطقة القطبية - حسب التجمد واستخدام الناس لها - إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي: (1)
البحر = ماء إلى جليد حسب الموسم والمكان الجغرافي. (2)
Bog aan la aqoon