Cala Hamish Sira

Taaha Xuseen d. 1392 AH
185

Cala Hamish Sira

على هامش السيرة

Noocyada

ويمضي صفوان بن أمية إلى النبي فيسلم. ثم يعود فيخلو إلى نفسه ويفرغ لأمره، ولا يكاد يشارك الناس فيما يضطربون فيه من الأمر.

قال بعض أصحاب صفوان له ذات يوم: «أي أبا وهب! إنك أسلمت، ولكن الإسلام لا يستقيم لك إلا أن تهاجر كما هاجر الناس.»

قال صفوان: «فلنهاجر كما هاجر الناس.» وخرج من مكة غير محب للخروج. فلما بلغ المدينة لم يقم فيها إلا قليلا حتى قال له رسول الله

صلى الله عليه وسلم : «عزمت عليك يا أبا وهب لما رجعت إلى أباطح مكة.» فرجع إلى أباطح مكة أحب ما يكون في الرجوع إليها، وأقام فيها ما شاء الله أن يقيم. وكان يتحدث إلى الناس فيقول: «لقد أعطاني رسول الله

صلى الله عليه وسلم

يوم حنين، وإنه لمن أبغض الناس إلي، فما زال يعطيني حتى إنه لمن أحب الناس إلي.»

قال قائل: «لقد أحببته إذا لعطائه!» قال صفوان: «ويحك! لا والله إن كنت لغنيا، وإنما أحببته لأن الله علمه كيف يداوي القلوب المرضى.»

الفصل العاشر

شوق الحبيب إلى الحبيب

وقف حارثة بن شراحيل ذات يوم على بعض غلمانه، وقد انحدرت الشمس إلى مغربها مسرعة كأنما كانت تنهزم أمام هذا الليل الذي أقبل في هدوء وجلال كأنه سيل من الظلمة الحالكة يغمر الصحراء والآكام قليلا قليلا، فقال في أناة لا تخلو من حدة: «شبوا ناركم يا هؤلاء، وأطعموها من جزل الحطب ويابسه، فإني أراها منذ ليال خامدة هامدة، لا يكاد يسطع لها لهب، أو يرتفع لها سنا، وأنتم ترون ظلمة الليل تغمر الأرض، وظلمة السحاب تحجب السماء. وما أرى إلا أنا نستقبل ليلة قاسية عاتية على من ركب الطريق. وقد قل الطارقون لنا منذ حين. وقد كنت أرجو أن يكون منزلنا هذا أمنا للخائف، وهدى للحائر، وخصبا للمجدبين.» ثم تحول عنهم ومضى إلى نادي قومه.

Bog aan la aqoon