حتى بعد أن أغمضت آيريس عينيها، كانت تسمع الآنسة فروي لا تزال تحوم حولها، مثل طائر صغير يحرس عشه.
منحها ذلك شعورا غريبا بالأمان، وكانت المقصورة دافئة فما لبثت أن شعرت بنعاس لذيذ.
بينما أخذ مفعول الدواء يظهر، بدأت أفكارها تتشوش، فيما ظلت رأسها ترتج للأمام. وما لبثت أن فقدت حسها بالمكان، فشعرت كأنها تنطلق إلى الأمام مع حركة القطار وكأنها تمتطي حصانا. وأحيانا كانت تشعر أنها تقفز من فوق حاجز، عندما كان مقعدها ينسحب من تحتها ليتركها معلقة في الهواء.
كلاكنكتي-كلانكتي-كلانك. ظل الصوت متواصلا، وظلت هي تتحرك بثبات لأعلى. كلاكنكتي-كلانكتي-كلانك. ثم تغير إيقاع صوت القطار، فشعرت كأنها تنزلق في مسار منحدر عكسيا. كليك-كليك-كليك-كليك. كانت العجلات تقعقع فوق القضبان، محدثة صوتا كصوت الصنوج.
وكانت تغيب أكثر فأكثر، بينما أخذت المقصورة ترتج مثل محرك طائرة. كانت تحملها بعيدا - وتدفعها إلى خارج المقصورة - نحو حافة هاوية.
فجأة، استيقظت فاتحة عينيها. كان قلبها ينبض بسرعة، وكأنها سقطت من مكان مرتفع. في البداية تساءلت أين هي؛ ثم عندما بدأت تتعرف على محيطها تدريجيا، وجدت أنها تحدق بالبارونة.
شعرت بارتباك طفيف، فأشاحت بوجهها عنها بسرعة، ونقلت بصرها إلى المقعد المجاور.
لدهشتها، كان مقعد الآنسة فروي خاويا.
الفصل العاشر
المقعد الخاوي
Bog aan la aqoon