177

Cajalat Hazz

عجلة الحظ

Noocyada

جاء فعلها مفاجأة للجميع، لم يتوقعه أحد منها؛ إذ ظنوا أنها نائمة. كان الطبيب وسائقه المتنكر يتطلعان من النافذة، ويترقبان وصول عربة الإسعاف، لكن هير الذي كان يثرثر مع الحارس رآها تدخل المقصورة، فبذل جهدا خرافيا لمنعها.

لكنه كان قد تأخر كثيرا. كانت آيريس لا تزال واقعة تحت تأثير حلم النفوذ الذي أشعرها بأنها آمنة ومنحها حصانة جعلتها ترقى فوق الخوف من التبعات، فاندفعت نحو المريضة ونزعت الضمادة اللاصقة عن وجهها.

كان إعطاؤها العقار المنوم هو الخطأ الأخير الذي ارتكبه الطبيب في مغامرته المشئومة تلك. إن كانت قد نفذت تهديدها بالفعل ولجأت للسفارة، لربما لاقت استنكارا وتوانيا، لكن الدواء هو ما منحها الشجاعة للإقدام على المستحيل.

بمجرد أن انتزعت الضمادات المتقاطعة وتدلت من بين أصابعها كنجمة بحر، حبس هير أنفاسه في هلع، ثم صفر الحارس من ورائه مندهشا؛ إذ بدلا من ينابيع الدماء المتفجرة، واللحم المشوه الذي لا يغطيه جلد ، طالعهم وجه سليم، لكن محمر، لامرأة في منتصف عمرها. صرخت آيريس صرخة تعرف خافتة: «آنسة فروي.»

الفصل الثالث والثلاثون

البشير

بعد يومين، وقفت آيريس على رصيف محطة فيكتوريا تراقب تفرق الركاب. كانت الآنستان فلود-بورتر من بين أول المغادرين. كانتا واثقتين من استحقاقهما لمعاملة مميزة، فوقفتا بمعزل عن الآخرين وقد ارتسمت على وجهيهما أمارات السرور، بينما كان رجل ذو نفوذ له صوت آمر وأسلوب واثق مع الموظفين يصيح ويوجه أمتعتهم عبر التفتيش الجمركي.

وقع نظراهما على آيريس مرة دون قصد، لكنهما كانتا مشغولتين للغاية فلم تحيياها. كانت تلك إنجلترا، حيث لا مكان لها في حياتهما.

لكنهما تعاملا بلطف شديد مع السيدة بارنز عندما ذهبت إليهما تودعهما. كان وجهها مشرقا بسعادة منبعها برقية تلقتها في كالييه. «لقد تحسن جابريال مجددا بعد نزلة البرد التي أصابته.»

رغم تعجلها للعودة إلى البيت وإليه، وقفت تستمع إلى أحدث الأقاويل من الأختين.

Bog aan la aqoon