كان سقراط ممددا على السجادة يراقب ألسنة اللهب. رغم الترحاب الدافئ الذي لاقاه كان لا يزال مغلوبا على أمره بعد أن خاب أمله؛ إذ كان قد هرع لملاقاة القطار بأمل جديد عصيانا للأمر.
نظر السيد فروي إلى زوجته فلاحظ أن الشفاه السفلية من ثغرها الدقيق القوي كانت متدلية، وأنها تجلس متراخية في كرسيها. للمرة الأولى أدرك أنها تكبره عمرا، وأنه هو أيضا صار عجوزا.
ثم نظر إلى الساعة.
قال لزوجته: «لقد أوشكت وينسوم أن تصل إلى نهاية الجزء الأول من رحلة عودتها إلى الديار، فقريبا تصل إلى ترييستي.»
مررت السيدة فروي تلك المعلومة إلى الكلب. «يا سقراط، سيدتك الصغيرة صارت في الطريق بالفعل الآن. كل لحظة تقترب أكثر فأكثر. بعد نصف ساعة ستكون في ترييستي.»
ترييستي.
الفصل الثلاثون
إنكار
استطاع النادل أن يستخلص بعض العشاء للبروفيسور وهير، اللذين التهما وجبتيهما في صمت. بعد أن انتهيا من الجبن والرقائق، أدخل الطبيب عربة المطعم وجلس على مائدتهما.
قال: «آسف على الإزعاج، لكني أريد أن أجتمع بكما بخصوص السيدة الإنجليزية الشابة.»
Bog aan la aqoon