كان ذلك هو تفسيرها لمعنى البيت القائل: «امنحنا النصر.» في النشيد الوطني.
لكن الوطنية لم تعنها في الوقت الراهن؛ فقد ساورها القليل من الشك عندما أقبل رجل أسمر عريض المنكبين يرتدي سروالا قصيرا من الجلد وحمالات سروال ذات لون متسخ يسير متهاديا في المسار.
من بين أصدقاء آيريس، كان هناك شاب ماهر باللغات. من خلال معرفته بالجذور المشتركة بين اللغات، استطاع أن يستخدم اللغة الألمانية كلغة تواصل؛ لكنه كان يضطر لأن يستخدم مخيلته كي يفهم الآخرين ويجعلهم يفهمونه.
تذكرت آيريس بوضوح كيف كان أصدقاؤها يصيحون مستهزئين من محاولاته الفاشلة، عندما نادت على الرجل بالإنجليزية وطلبت منه أن يرشدها إلى القرية.
حملق بها، ثم رفع كتفيه وهز رأسه.
لم تلق محاولتها الثانية - التي تحدثت فيها بنبرة أعلى - نجاحا أكبر من سابقتها. شرع الفلاح الذي كان يبدو على عجلة من أمره في متابعة طريقه، لكن آيريس سدت طريقه.
أدركت عجزها الشديد، وشعرت كأنها كائن أعضب قطع لسانه، لكن كان عليها أن تجذب انتباهه، وأن تحمله على فهمها. شعرت أنها نزلت من مرتبة الإنسان العاقل، فاضطرت لأن تأتي بحركات إيمائية، مشيرة إلى الطرق البديلة واحدة تلو الأخرى، بينما تردد اسم القرية.
قالت في نفسها: «يجب أن يفهم ذلك، وإلا فهو غبي.»
بدا أن الرجل فهم مضمون ما تنشده؛ فقد أومأ برأسه عدة مرات، لكن عوضا عن الإشارة إلى اتجاه محدد، بدأ يتحدث بكلام غير مفهوم.
بينما كانت تصغي إلى سيل الأصوات الحنجرية، فقدت أعصابها فجأة، وشعرت أنها انقطعت عن جميع صور التواصل البشري، وكأنما محي خط حدودي، وانقطعت بها السبل في بقعة نائية من آسيا لا في أوروبا.
Bog aan la aqoon