ومنها:
ولا يحيط به مدح ولو جعلت
جوارحي ألسنا ينطقن بالحكم
وما سوى عز كوني بعض أمته
ذخرا أفوز به من زلة الوصم
إلا التماسي عفوا بالشفاعة لي
من خاتم الرسل خير الخلق كلهم •••
رأينا في هذه المقابلة الصغيرة، أنه كما يتلاقى البشر في أبحاث العلم وضروب الفن والأدب والفلسفة والحكمة، وكما يتفاهمون بالحب وابتغاء الخير العام وبالمعاني الإنسانية الرفيعة، فكذلك تتوحد عواطف البر والتقوى وحب الله في قلوب الصالحين.
امرأتان مختلفتان دينا وجنسا وقارة، تعيشان على تباعد ثلاثة قرون وتزيد، في بيئتين، كل منهما غريبة عن الأخرى، وهما مع ذلك تناجيان إلها واحدا لا إله إلاه، وتصليان صلاة واحدة حافة بالأمل وبالاتكال وبالثقة في لغة الغرب وفي لغة الشرق على السواء.
وبين ما يبدو الآن في الشرق من جديد العوامل والنزعات، نجد الدعوة إلى وحدة قومية ووحدة إنسانية مع احترام العقائد الدينية، وترك الحرية لكل فرد يتمتع بها دون التعدي على حرية أخيه ودون أن تعمل هذه العقائد المتباينة على تفريق الكلمة وتمزيق الشمل. وأسجلها مفخرة لعائشة أن تجيء بقول له، فوق قيمته التاريخية والأدبية، ما يمكننا من هذه المقابلة الجميلة فيتيح لنا الإلماع إلى هذه الوحدة النبيلة التي يتفشى الآن حبها في ربوعنا، والتي يتصافح عندها ويتصافى بنو الإنسان.
Bog aan la aqoon