فتساءل حور محب: هل نترك حتى نذبح كالأغنام؟
فقال الملك: سألقى الجيش المهاجم وحدي بلا سلاح.
فقال حور محب بحزم: سيقتلونك ثم يقتلوننا، وطالما أنك مستمسك بديانتك فتنح عن العرش وتفرغ لها ...
فقال بوضوح: لن أتنحى عن عرش الإله؛ فهي الخيانة!
ثم نظر في وجوههم وقال: إني أعفيكم من الولاء لي.
فقال حور محب: سنترك لجلالتكم مهلة للتدبر.
وذهبوا مخلفين وراءهم إنذارا نهائيا. وما كنت أتصور أن يلقى فرعون مثل هذا الهوان، وتساءلت في حيرة بالغة: حتى متى يضن علينا إلهنا بالنصر؟ وعجبت لإيمان حبيبي الراسخ، واقتنعت بأنني ما زلت دونه بمراحل بخلاف ما كنت أعتقد.
وجاء حور محب لمقابلتي على انفراد، وقال لي: افعلي شيئا، افعلي ما بوسعك، سيقتل حتما إذا أصر على موقفه، بل قد يقتل بيد أحد رجاله! عليك أن تفعلي شيئا قبل فوات الفرصة ...
وتخايل لعيني شبح الموت والهزيمة، تسلل وهن إلى إرادتي، وشيء من الشك إلى عقيدتي، وتساءلت في حيرة معذبة: كيف أنقذ حبيبي من الموت؟! وخطر لي أنني إذا هجرته فلعل ثقته بنفسه تتزعزع فيذعن لمشيئة رجاله ، ويتنحى عن العرش. أجل سيؤمن بأنني خنته كالآخرين، ولكنني لم أكن أملك وسيلة أخرى. هكذا أقدمت على هجر حبيبي وقصري، فلذت بقصري الخاص في شمال أخت آتون باكية العينين، دامية القلب. وزارتني أختي موت نجمت، وأخبرتني بأن الملك مصر على عناده، وأنهم وجدوا الحل في إخلاء المدينة وإعلان ولائهم للفرعون الجديد؛ وبذلك تنعدم دواعي الحرب الأهلية، ثم سألتني بخبث: متى ترحلين إلى طيبة؟
وكنت أقرأ أفكارها بوضوح، فقلت بخشونة: لقد تحققت نبوءة، وآن للنبوءة الأخرى أن تتحقق، فاذهبي بسلام، أما أنا فسأبقى إلى جانب زوجي وإلهي ...
Bog aan la aqoon