ثم بعثت إلى قيس فقالت له مثل مقالتها لعمارة، فقال مثل مقالة عمارة، فقالت انصرف. ثم بعثت إلى المثنى فقالت له مثل مقالتها لأخويه فرد مثل مقالتهما فقالت: انصرف.
ثم بعثت إلى الربيع -وكان أصغرهم- فقالت له مثل مقالتها لإخوته، فقال: والله إنك لتعلمين الرأي فيه! فقالت: وما الرأي فيه؟ قال: الرأي -والله- أن يكسى، ويحمل، ويكرم. والله لو أصبح قتيلا لقالت العرب: فجر بأمهم فقتلوه. والله ما لنا أخت ولا بنت عم قريبة. قالت: فدتك أمك، أنت والله الكامل. قم إليه فاكسه، واحمله، وخل سبيله، ففعل. ثم خرج به حتى أبرزه من الحي فقال: اذهب يا ملمان! فأخبر العرب بما رأيته من فاطمة بنت الخرشب. ويقال: إن الربيع لما أخبر بذلك قال: عاذ بحقو أمي، لا يضار الليلة.
Bogga 83