282

واستعدت بنو فقيم عليه زيادا وقالوا: غلام من بني غالب هجانا. فطلبه زياد فهرب, ثم قدم البصرة بإبل لأبيه يبيعها ويمتار له, فباعها وجعل يصرر أثمانها. فقال له رجل: لشدما تصر عليها! أما والله لو أنه رجل أعرفه ما صر عليها. فقال: ومن هو؟ قال: غالب بن صعصعة!.. فنثرها الفرزدق وأنهبها/ الناس, فصاح به صائح: ألق رداءك يابن غالب! فألقاه. ثم صيح به: ألق قميصك! فألقاه. وقال الناس: جاهلية!..

فبلغ خبره زيادا فأرسل الخيل في طلبه, فأردفه رجل من بني الهجيم على فرس, فسبق قبل مجيئهم, فأخذ زياد عميه: ذهلا والزحاف ابني صعصعة, فحبسهما, ثم كلم فيهما فأطلقهما, وقدم الفرزدق على أبيه. فكانت في نفس زياد مع ما سبق من شكوى بني فقيم له.

Bogga 323