316

Caddaalad iyo Cadaalad

العدل والإنصاف للوارجلاني

Noocyada

واستدل الأولون بقول رسول الله عليه السلام: »اعطوهم ما لهم واسألوا الله مالكم« (¬1) . وقال: »أطع إمامك وإن ظلمك وحرمك وضربك (¬2) «. وهو الصحيح عن عمر رضي الله عنه. وقال رسول الله عليه السلام: »أطيعوهم ما أقاموا فيكم الخمس« (¬3) . ولا طاعة إلا في معروف لا في منكر كما قال عليه السلام: »إنما الطاعة في المعروف (¬4) «. أما المعصية فلا نعمت عين ولا تكن/ طاعة من أطاعهم في طاعة الله بطاعة لهم كما أنه لو أنفق على عياله وأهله وولده وعبيده وأوليائه وسعى عليهم وأورثهم ما له بعده بمعين لهم ولو كانوا ظالمين.

والذي أقول به واستحسنته أني رأيت الناس في هذه المسألة على أربعة أوجه، وأن الأمور التي يتولونها على أربعة أنحاء. أما الوجه الأول من الناس فإن الصحابة في عصرهم هم الأئمة والقادة، وأن لهم من القبض والبسط ما ليس لغيرهم، وإنما غصبتهم السلاطين الجورة ملكهم وسلطانهم. وإن السلاطين في معونتهم لا في معونة السلاطين. فمن دخل شيء من هذه الأمور كما يجب فلا بأس عليه في ذلك.

الثاني: ثم من بعد الصحابة من ظهرت منه مناقضتهم ومخالفتهم وتجويرهم وتخطئتهم والرد عليهم/ ولا يسالمهم في شيء حتى عرف بذلك فليس عليه بأس فيما يتولاه من أمورهم.

الثالث: ثم بعد هؤلاء الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، أمر العامة الذين لا ينسب إليهم أمر بمعروف ولا نهي عن منكر، وليس للناس علم بمذاهبهم ولا اعتقاداتهم في السلاطين. هؤلاء إلى الخطأ أقرب وعن السلامة أبعد، ولا تزر وازة وزر أخرى وما أنت عليهم بوكيل.

Bogga 317