285

Caddaalad iyo Cadaalad

العدل والإنصاف للوارجلاني

Noocyada

لهم بغيب العباد ولا يعلم الغيب إلا الله لقوله تعالى للحفظة: "أنتم الحفظة على أعمال عبادي وأنا الرقيب على ما في قلوبهم" (¬1) . وقوله: "إنكم لا تدرون ما أراد به عبدي وإنما أراد غيري، ارجعوا واضربوا به وجهه" (¬2) . وساغ الاختلاف.

واختلفوا في تكليفهم العبادة. قال بعضهم: مكلفون مأمورون منهيون مكتسبون لقول الله عز وجل: { ومن يقل منهم ............. الظالمين } (¬3) . وقال عمروس بن فتح: الملائكة تكتسب وليس عليها تكليف. وجوز بعضهم أنهم أنبياء، ومنع من ذلك آخرون. وقالوا: إن النبوة في بني آدم خصوصا، وساغ الاختلاف. وقالوا: إنهم لا يوصفون باللحم ولا بالدم ولا يأكلون ولا يشربون ولا يبولون ولا يتغوطون، فمن وصفهم بشيء من هذا فقد أخطأ في/ صفتهم، والخطأ في صفتهم شرك. وقالوا: من أخطأ في صفة الملائكة فهو مشرك لأنه جعل غير الملك ملكا. ووجهوا الخطأ في صفة البارئ على وجهين، إن واجه الشرك، وإن تأول نافق.

وقال الماوردي (¬4) : إن الملائكة تأكل من شجرة الخلد. فعلى هذا القول قد ثبت قول إبليس اللعين إذ قال لآدم عليه السلام: { ما نهاكما ............ الخالدين } (¬5) . وذكر أبو قتادة صاحب رسول الله عليه السلام: تتأذى بالروائح الكريهة ويستلذون بالطاعات. ويدل على هذا القول قول رسول الله عليه السلام: «إني امروء أناجي» (¬6) ولقوله عليه السلام إن الملائكة تبتعد عن الكاذب مسيرة ميل من نتن جاء به.

Bogga 286