فقال: ما بالكم أنتم أصحاب رسول الله عليه السلام عمدتم إلى سورة الأنفال وبراءة "فقرنتم" (¬1) فيما بينهما ولم تكتبوا سطر بسم الله الرحمن الرحيم بين الأنفال وبراءة فقال عثمان: يا ابن أخي، إن جبريل عليه السلام كان ينزل على رسول الله عليه السلام بالآيتين والثلاثة/ آيات والأربع آيات من القرآن فيقول: يا محمد، إن الله يأمرك أن تجعل هذه الآية على راس كذا آية من السورة الفلانية فإذا تمت السوةر نزل بسطر { بسم الله الرحمن الرحيم } ففصل به ما بين السورتين (¬2) . فلما ذهب عن الناس ترتيب النزلو احتاج الناس إلى التاريخ فإن عدم التاريخ رجع الناس إلى اجتهاد الرأي وغلبوا الحظر على الإباحة. وقبل الناس أخبار الآحاد ضرورة إذ لا بد من الشريعة. وقد علق الله عز وجل أمرها وتبليغها وبيانها إلى رسول الله عليه السلام فبلغ ما أرسل به ونصح في تبليغه وعين التبليغ على من سمع فقال: «ألا هل بلغت قالوا: نعم. فقال: اللهم فاشهد». وقال: «ليبلغ الشاهد الغائب» (¬3) فوجب على الشاهد التبليغ/ ووجب على المبلغ القبول. وقال: «نظر الله وجه عبد سمع مقالتي فوعاها حتى أداها إلى من لم يسمعها. فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب مبلغ أوعى من سامع» (¬4) . فلم يأمر رسول الله عليه السلام أمته بالتبليغ إلى من لم يسمع إلا وفيه أعظم الحجة لمن بلغ ومع ذلك رسول الله عليه السلام كان يخاطب من سنح له من أمته ولم يقصر الخطاب إلى عدد محصور بل عام وخاص فيراعيه الناس في قبول السنة بل إلى كل أحد بدليل قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا
Bogga 227