وأنا أشرع -إن شاء الله- فيما أنا بسبيله، وأستعين الله وأستهديه لمراشد الأمور، فإن أصبت فبتوفيق من الله، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان. وأستغفر الله وأسأله المنتوبة. اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه، وأعذنا من أن يشتبه علينا/ فنتبع أهواءنا بغير هدى منك يا أرحم الراحيمن. واستعتب كل مسلم قرأ هذا الكتاب أن يحمل كلامنا على أحسن وجوهه. وهو دين الله تعالى الذي تعبد به عباده وشرع فيه مراده، وقد قال الله تعالى: { الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه } (¬1) الآية. وحسبنا ما لا ينفك عنه الآدمي في غالب الحال من الخطأ والسهو والنسيان. وقد أوسع الله عز وجل عذر المستنبطين في فروع الشريعة في ألفاظهم ومعانيهم فليوسعنا عذرا كما أننا توسعه أعذارا في مثل ذلك. فليس أحد أكثر معاذيرا من الله - عز وجل - وقد قال: فخذوا بأحسنها. وقال الإمام (¬2) - رضي الله عنه - : إذا أتى أحد بوجه يحتمل الوجوه في دين الله - عز وجل - وأن يحمل على المعول دون المموه الصريح (¬3) . وإلى الله أشكو عجزي وبجري ممن أكدي فهمه، وقل/ علمه، تخاطبه بكلام خاصي، ويراجعك بكلام عامي، ولسن لقن يستلين الأخشن، وستخشن الألين، ويركب الكوذان يحسبه من أفره الحصن، ويزعم أنه أبن من ومن. وآخر طاغ باغ يقول ما على الرسول إلا البلاغ، وهو نصراني الصباغ. اللهم نور قلوبنا بأنوار الحكم، واشرح صدورنا لفهم جوامع الكلم، وأعذنا من زلات القدم في حنادس الظلم. ومن طغيان القلم في مظان التهم.
Bogga 11