قال الله تعالى: { إن المسلمين ......... والمؤمنات } (¬1) الآية، فلما رأى رسول الله عليه السلام تظاهر/ المسلمين وتحزبهم واجتماعهم على ذلك قال لسهيل: إن شئت رددناها جذعة. فامضى سهيل الصلح، فخرج، فخرج النساء من خطاب الرجال. لكن الأمة قد أبصرت شمول الخطاب لهن مع الرجال إلا في أمور مخصوصة والله المستعان ....
فصل
وأما الأطفال والمجانين فقد أخرجهم الشرع من التكليف ولكنهم كلفوا بعض أمور الشريعة ولم يكلفوا بعضا. والأمور التي أخرجهم الشرع من تكليفها فالمآثم والحدود والوعيد، لقوله صلى الله عليه وسلم: «رفع القلم عن ثلاث من أمتي، عن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ» (¬2) ولم يرفع عنهم العبادات كالصلاة والزكاة والصوم والحج وشعائر الإسلام وقراءة القرآن، وتعلم شعائر الإسلام والختان ومن ورائها عقوبات عاجلة. ومنه قول الله عز وجل: { يا أيها ......نارا } (¬3) ولهم في جميع ذلك أجر وللأطفال أجر لقول رسول الله، ألهذا حج فقال: «نعم، ولك أجر» (¬4) . ولا تكتب عليهم خطيئة ولا مأثم. وفي قول بعضهم إن لهم سيئات وخطايا، وليست بذنوب وهو نصيبهم من خطيئة أبناء آدم عليه السلام، ومنه قول الخليل إبراهيم (عليه السلام) (¬5) : { والذي أطمع...
أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين } (¬6) لم يرد ذنبا لقوله: { وإبراهيم الذي وفى } (¬7) وقد روي عن رسول الله عليه السلام أنه صلى على طفل فقال: «اللهم اغفر له وارحمه وكفر عنه سيئاته».
Bogga 101