77

Cadhra Quraysh

عذراء قريش

Noocyada

قالت: «حينما حاصروا عثمان أمره أن يحج بالناس، فلما جاءه نبأ قتل عثمان وولاية علي أسرع ليكون بين يديه.»

وتذكرت العجوز حال أسماء فقالت: «ماذا ترين أن أفعل بأسماء ومرضها؟» قالت: «أظنها تشفى غدا، اسقيها العسل.»

فقالت: «سأحمل أم المؤمنين على أن تسقيها إياه.»

وبينما هما في الحديث رأتا الغلمان في حركة وهم يهيئون الخيل ويعدون الجمال للركوب، فعلمتا أن الأمراء أوشكوا على الخروج من عند أم المؤمنين، فنهضت أم الفضل وودعت العجوز وانصرفت.

وسمعت العجوز جلبة، ثم رأت جماعة خارجين من الدار معظمهم من بني أمية وعلى وجوههم سمات الظفر، ولم تجد بينهم أحدا تعرفه فانزوت حتى انصرفوا، ودخلت حجرة أسماء وهي في قلق لئلا تكون قد أفاقت في أثناء غيابها فوجدت الحجرة مفتوحة وعند بابها خف عرفت أنه خف أم المؤمنين، فعلمت أنها جاءت تتفقد أسماء فأسرعت فرأتها واقفة عند رأس أسماء، فأشارت أم المؤمنين إليها بأناملها وشفتيها أن تمشي الهوينى وألا تخاف. فأبطأت في خطاها حتى دنت من أسماء فوجدتها نائمة وقد كلل العرق جبينها، فسألتها عائشة عن حالها فقالت: «إنها شعرت بالبرداء عندما خرجنا من عندك ثم أصابتها الحمى.»

قالت: «اسقيها العسل».

قالت: «جئت إليها بقدح منه فلم تشرب.»

قالت: «إلي به، أنا أسقيها فإنه فيه شفاء.» والتفتت إلى أسماء فرأتها تحركت وأخذت تمسح العرق عن وجهها بكفيها فدنت من فراشها، ففتحت أسماء عينيها ولما رأت أم المؤمنين أجفلت ونهضت وقد توردت وجنتاها، فقالت لها عائشة: «لا تزعجي نفسك يا بنية.» وجست يدها فإذا هي لا تزال حارة وقد ذبلت عيناها واحمرتا من شدة الحمى.

فقالت لها عائشة: «ألم تشربي العسل يا أسماء؟»

فقالت: «لا أشتهي طعاما يا مولاتي ولا حلواء.»

Bog aan la aqoon