قال: «نعم، ونحن في نجدته لاعتقادنا فضله على سائر الناس.»
قالت: «وكم عدد رجاله؟»
قال: «عشرون ألفا بين راجل وفارس.»
قالت: «أتعلم عدد جند أم المؤمنين؟»
قال: «أظنهم ثلاثين ألفا.»
فبهتت وهي تفكر في الفرق بين الجيشين، والألم يمنعها من مواصلة الكلام، على أنها تشددت وقالت: «ولمن ترى الغلبة؟»
فابتسم الشاب وقال: «لقد قضي الأمر أمس.»
قالت: «ماذا تعني؟» قال: «لقد تم الصلح وانصرف العداء.»
فبغتت أسماء ولم تصدق مقاله فقالت: «وكيف ذلك؟! اصدقني الخبر.» وشعرت مذ سمعت خبر الصلح بنشاط ساعدها على النهوض، فمشت وهي تخاطب الرجل حتى جلست على حجر تحت شجرة، وأسندت ظهرها إليها وضغطت الجرح بكفها فوق أثوابها. فأراد الرجل أن يشرح لها أصل العداء لظنه أنها خالية الذهن منه، فابتدرته قائلة: «لا تشرح القصة فإني أعلمها، ولكن أخبرني كيف تداعوا إلى الصلح.»
فعجب الرجل لعلم أسماء وود لو يعرف من هي، ولكنه أجابها عن سؤالها قائلا: «وصل جيشنا إلى هنا أمس، فلما تقابل الجيشان خرج من جيش أم المؤمنين طلحة والزبير على فرسيهما يطلبان المبارزة، فخرج إليهما الإمام علي حتى اختلفت أعناق دوابهم ونحن ننتظر عاقبة ذلك الملتقى، لأنه سيكون قاضيا إما علينا وإما لنا، فتجاولوا مدة ونحن ننظر إليهم لنرى ما يبدو منهم، فإذا هم وقوف يتخاطبون. وعلمنا بعد رجوع الإمام أنه لما لقيهما قال لهما: «لعمري قد أعددتما سلاحا وخيلا ورجالا! إن كنتما أعددتما عند الله عذرا فاتقيا الله ولا تكونا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا. ألم أكن أخاكما في دينكما تحرمان دمي وأحرم دمكما؟ فهل من حدث أحل لكما دمي؟» فقال طلحة: «ألبت على عثمان.» قال علي: «
Bog aan la aqoon