109

Cadhra Quraysh

عذراء قريش

Noocyada

قالت: «علي السعي وعلى الله التوفيق. وكيف الطريق إلى البصرة؟»

قال: «إذا كان لا بد من ذهابك إليها فإني أزودك بخبير من رجالي يسير في خدمتك حيث تشائين.» قال ذلك ونادى مسعودا وكان في جملة صحبه في هذا السفر، فجاء مسرعا فقال محمد: «هذه أسماء التي حملت إلي كتابها، وهي تريد البصرة فأوصلها إلى معسكر أم المؤمنين وعد إلي في الكوفة.»

فنهضت أسماء وأمرت مسعودا أن يهيئ الجمل، فقال: «ألا تركبين الهودج؟»

قالت: «لا، ليس ذا وقت التنعم، أركبني جملا خفيفا.»

ونظرت إلى محمد وقالت: «إن الوقت ثمين يا محمد، فلنسر في مهمتنا عسانا أن نوفق إلى تلافي الفتنة.»

فنهض محمد وركبوا جميعا. فسارت أسماء ومسعود نحو البصرة، ومضى الباقون نحو الكوفة وهم يعجبون بما آنسوه من بسالة أسماء وحميتها وغيرتها.

سارت أسماء تستحث جملها ومسعود على جمله أمامها ليهديها إلى الطريق، فمضى معظم النهار لم يستريحا ولا تناولا طعاما، فلما كان الغروب سألته أسماء عن البصرة فقال: «إنها على بضع ساعات منا، فأرى أن نبيت هنا الليلة لندخل المدينة صباحا.» قالت: «لا صبر لي على الانتظار، هلم بنا ولا بأس من وصولنا إلى البصرة ليلا فنقيم في المربد.»

قال: «إن جيش أم المؤمنين مخيم هناك.»

قالت: «سر بنا على خيرة الله، فإني إنما أقصد معسكرها.»

فلم يستطع مسعود مخالفتها، وظل سائرا يتلمس الطريق تلمسا لأن الظلام كان حالكا. واتفق أن هبت الريح وتلبدت الغيوم، فلم يعد يرى الطريق أمامه ولا النجوم حتى يهتدي بها، ولكنه رأى نورا بعيدا فعلم أنه نور دير لبعض النساطرة كان قد زاره في بعض سفراته في تلك الأنحاء، فجعل ذلك النور وجهته وأسماء سائرة في أثره وهما صامتان لا يسمعان إلا وقع أخفاف الجمال. •••

Bog aan la aqoon