نظرة فابتسامة فسلام
فكلام فموعد فلقاء
ففراق يكون منه دواء
أو فراق يكون فيه الداء
نعم، كان من الفراق لذينك العاشقين داء، ومن ملحقاته ألف داء؛ خصوصا عذراء الهند، فلقد كان يزيدها ألف هم على همومها، أن والدها لما ذهبت السيئات عنه، وعاد فاطمأن بالملك والأحباب والوطن، بدأ يقتني ل «رمسيس» الموجدة والعداوة، ويذخر له الضغائن والأحقاد، فكان كلما تجدد تذكار ذلك العار، عار الهزيمة والانكسار، تجدد في نفسه الأمل بأخذ الثأر، ثم يدرك أنه يروم المستحيل، فيركن للحقد مطية غير الراكبين، وسلاح العزل المغلوبين (المتقارب):
رأيت الجنون جديرا به
حريا أخو المهجة الحاقدة
سلاح ثقيل بلا مضرب
وحمل ثقيل بلا فائدة
وكانت الفتاة تلحظ ذلك من أبيها، وكلما ألفته مملوءا من البغضاء نحو والد الحبيب، راحت مملوءة القلب من اليأس، تخفي في نفسها، وتكتم في صدرها، وتضغط على سرائرها في هوى الأمير أن تنهك، ولكن النفس البشرية وإن كان دونها في كثير من قواها الأدبية، تلك القوة الهائلة السارية بالوجود، المتدفقة بالبروق والرعود، فإنها تصطدم باليأس، فتنخذل، كما تصطدم بالمرض فتموت (الكامل):
Bog aan la aqoon