سريعا تجاوز حبي للفتيات رسائل الغرام والزهور الحمراء وفسحة الكورنيش وتبادل الإشارات الخجولة عبر الشرفات وأسطح المنازل، ما عدت أختلس النظرات إلى الفتيات فحسب، أصبحت أنظر إلى كل الإناث من تحت ملابسهن، لكن ضعفي، والسوط في يد أبي، والطرحة البيضاء على رأس أمي تكفلوا بالإبقاء على بكارتي.
مكثت طويلا أبكي خيبتي وأنا أصغي لمغامرات الرفاق في مقاعد السينما الخلفية وعلى درجات السلم وفي الفنادق السيئة السمعة وشقق العزاب، ولا أدري إن كانوا يبالغون أو يختلقون الوقائع، أو أنني أكذبهم لأنهم يأتون بما لا أقدر على الإقدام عليه.
لأنني قد تربيت على القهر، فقد كان رضاء الناس عندي أولى من اتباع الحق. كنت أخشى أن تنبذني جماعة الرجال، أو أن تأمنني النساء إذا ما خلوت بهن. أردت أن يباركني الشيطان فورا وبأي ثمن، وأن يعلن على الملأ أنني قد اقترفت خطيئتي الأولى وأضحيت ذكرا.
كي يأتيني عونك أيها الشرير ضحيت بالجنة، ورضيت أن يراق دمي قربانا لرضائك. لا رعد ولا برق ولا عواصف ولا زلازل، حضرت ناعما كالأثير، وعلى حافة فراشي جلست، سرت بجسدي رعشة، فانتفضت من نومي ورأيتك تبتسم، فتحت فاهي وما كدت أنطق حتى أومأت برأسك أنك قد فهمت شكواي. كان النوم يغالبني، فأغمضت عيني مستسلما.
أخذت بيدي بنعومة واستسلمت أنا كطفل وديع لا حيلة له، حلقت بي فوق كل المحظورات والنواهي، وفي منزل جارتي الجميلة المتعالية التي ألهبت ذكورتي هبطنا معا. أشرت إلى حجرة نومها فتراجعت وأنا أنهر تلصصك على الآخرين، تركت يدي تفلت من قبضتك دون مقاومة منك، واتجهت أنت صوب التلفاز وجلست تقلب مفتاح القنوات وتحاول إخفاء ضجرك، وبعد قليل رأيتك تستلقي على الأريكة المجاورة وتستغرق في مشاهدة أحد أفلام «ميكي ماوس». أما أنا فقد تصلبت في مكاني ورأيت أن الأولى بي أن أنصرف فورا. تراجعت، ورحت أستطلع المنزل، وعند حجرتها توقفت، والتفت إليك لأرى إن كنت تراقب حركاتي، وما إن أيقنت أنك استغرقت في النوم، حتى انحنيت مسرعا لأنظر من ثقب مفتاح حجرتها. لم أشاهد ما رجوت أن أشاهده، فاعتدلت ووضعت يدي على مقبض الباب مترددا، وعندها أسرعت أنت إلي ودفعتني إلى داخل الغرفة.
رأيتها تستلقي في نعومة تحتضن الوسادة وقد انحسر ثوب نومها الأبيض عن ساقيها الناعمتين وثدييها النافرين. كم كنت أتمنى فقط أن ترد علي تحية الصباح، وها هي الآن وجبة شهية تنادي من يلتهمها، بالأمس كانت ترفل في الحرير وتسبح في السحاب فلا تطالها عين أو يد، وهي الآن أمامي، في متناولي، لحما وأنفاسا وعرقا وملابس صنعت لتخلع. نظرت إليك أستعطف خبثك، واستجبت أنت على الفور، وفي لحظات رأيتها عارية تماما وقد أخذت تستيقظ، ورأتني فما حاولت حتى أن تغطي جسدها، بل مدت ذراعيها تدعوني، وتلفت خلفي فأيقنت أنك أخليت لي الساحة.
هل كانت خادمتك أيها القواد الأكبر، أم أنها إحدى ضحاياك؟
أفقت فلم أجدك عند حافة الفراش، كنت قد فرغت من أداء دورك، وكان علي أن أمضي في الطريق منذ الآن بمفردي، أشعلت بداخلي نارا جوعى لا تطفأ، وتركتني أبحث عن فرائسي.
في مساء اليوم التالي طرقت بابها في جرأة لم أصدقها، رحبت بي، أردت أن أتأكد أن ما حدث بيننا بالأمس لم يكن مجرد حلم، سألتها، طلبت ثمن الإجابة عن السؤال مقدما، أعطيتها كل ما معي، أجابت: نادرا ما أتذكر وجها من الوجوه العديدة التي أراها.
بإرادتي أنا، ومن عرقي وجهدي وأعصابي ومال أبي ونصائح رفاقي، تسوقت واشتريت كل ما يلزمني من وسائل العشاق، وأرقت الدماء زلفى لآلهة الحب، ونجحت بعد مشقة في التهام الثمرة الحرام. وانتظرتك كي تأتي مهنئا، فلم تفعل.
Bog aan la aqoon