Cadd Tanazuli
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Noocyada
استولى الأمريكيون على الصاروخ «في-2» ونقلوه إلى أنابوليس في عام 1945، وتولى جودارد وطاقم عمله فحصه. قال أحد معاونيه: «دهشت؛ فقد كان بالطبع أكثر تطورا وأكبر حجما بكثير من الصواريخ التي جربناها، لكنه بدا مألوفا جدا على أية حال.» وقال معاون آخر: «إنه يبدو مثل صواريخنا، دكتور جودارد.» وأجابه دكتور جودارد قائلا: «نعم، يبدو كذلك.» وفي تلك اللحظة، لم يكن أمامه سوى بضعة أسابيع ليحياها حيث كان مريضا بالسرطان، ومات في أغسطس 1945 عن عمر يناهز اثنين وستين عاما.
خلال حياته، كان جودارد صاحب رؤية مستقبلية ولم يلق حظا وافرا من التكريم؛ إذ كان نادرا ما يحضر اجتماعات الجمعيات الفنية، ولم يكن ينشر كثيرا من الأبحاث. وبعد نشر بحثه الأحادي الموضوع في مجال الصواريخ في عام 1920، لم ينشر أي أبحاث حتى عام 1936، عندما أصدر تقريرا ثانيا لصالح معهد سيمثونيان، استعرض فيه أبحاثه منذ عام 1920 وحتى عام 1935، فيما لا يزيد عن عشر صفحات. وكان يحيل المهتمين بأبحاثه إلى براءات الاختراع المسجلة باسمه لمعرفة مزيد من التفاصيل.
سجل جودارد الكثير من براءات الاختراع المهمة؛ فعندما وصل إلى أنابوليس، كان يحمل ثمانيا وأربعين براءة اختراع في مجال تصميم الصواريخ، وكان كثير منها يتضمن ميزات رئيسية سابقة على الميزات الموجودة في الصاروخ «في-2»، بما في ذلك نظام التبريد الغشائي، واستخدام البوصلة الجيروسكوبية في نظام التوجيه، والمضخة التوربينية الصالحة للاستخدام مع الأكسجين السائل. وخلال سنوات الحرب، قدم طلبات لتسجيل مزيد من البراءات؛ مما أسفر عن خمس وثلاثين براءة اختراع جديدة، كان من بينها براءة اختراع محرك متعدد نظم الدفع، وبراءة أخرى تتضمن وصفا كاملا للصاروخ الذي صممه عام 1940. وبعد وفاته، نظمت أرملته أبحاثه الشخصية لنشرها لاحقا ، وحصلت على ما يزيد عن 130 براءة اختراع إضافية، ومنحت آخرها في عام 1957.
كان كثير من هذه الاختراعات يمثل تأملاته وأفكاره، وليست مجرد أجهزة بناها بأسلوب عملي. ومع ذلك، فقد أحسن الألمان استغلالها؛ ففي عام 1945، قال أحد الجنرالات في سلاح لوفتفافا، أثناء استجوابه على أيدي أحد المحققين الأمريكيين: «لماذا لا تسألون رجلكم هذا الذي يدعى الدكتور جودارد؟» في عام 1950، صرح فون براون قائلا: «انبهرت للغاية بدقة أبحاث جودارد وشموليتها، ووجدت أن الكثير من حلول التصميم الموضوعة في الصاروخ «في-2» قد تناولتها براءات الاختراع المسجلة باسم جودارد.»
رثاه كاتب سيرته الذاتية، ميلتون ليمان، بأبيات من قصيدة للشاعر روبرت براونينج:
إن الرجل البسيط ليسعى إلى تحقيق شيء بسيط،
فيراه ويحققه،
بينما يسعى الرجل العظيم إلى تحقيق شيء عظيم،
فيموت قبل أن يدركه ...
على الرغم من ذلك، حال تحفظ جودارد المهني دون أن يكون له دور رائد في بناء المؤسسات والكيانات، التي بحلول عام 1945 كانت تضع بالفعل حجر الأساس للتطور الذي شهده علم الصواريخ الأمريكي لاحقا؛ وكان من بين هذه المؤسسات المهمة اتحاد مهني ظل جودارد عازفا عن الانضمام إليه، وهو نادي الصواريخ الأمريكي.
Bog aan la aqoon