Cadd Tanazuli
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Noocyada
كان من الواضح أن المجموعة العليا المشتركة المعنية بشئون الفضاء لم تكن لتتوصل إلى إجماع يصب في مصلحة المحطة الفضائية. مع ذلك، لم يقف بيجز مكتوف اليدين ولم تعيه الحيلة. قرر بيجز أن يروج للمحطة كبرنامج مدني صرف، دون أي علاقات بالجانب العسكرية. بالإضافة إلى ذلك، شكلت لجنة مشتركة أخرى منتدى للمراجعة وإعادة النظر، وهو المجلس الوزاري للتجارة والتبادل التجاري، وكان رئيسها هو مالكولم بولدريدج، وزير التجارة في ذلك الوقت. كان بولدريدج لا يمانع في دعم خطط ناسا، التي ربما تعزز الاستخدامات التجارية للفضاء.
اتخذ قرار في هذا الشأن في مستهل شهر ديسمبر، خلال اجتماعين مع ريجان. قدم الكولونيل راي خيارات سياسية؛ حيث تحدث قائلا: «كان من السهل التحدث مع ريجان عن شيء هو شخصيا متحمس حياله، وهو متحمس حيال الفضاء. طرح أسئلة كثيرة وأراد معرفة المزيد عن المجالات المختلفة.» قدم بيجز نموذج المحطة الفضائية، وصرح ديفيد سكوتمان أن العجز في الميزانية لن ينخفض أبدا ما دامت هذه المشروعات مستمرة. رد ويليام فرنش سميث، وهو النائب العام وأحد أصدقاء ريجان المقربين، قائلا: «أعتقد أن المراقب المالي قد روج للفكرة لدى الملك فرديناند والملكة إيزابيلا على نفس النحو الذي روج به كريستوفر كولومبس لفكرته عندما قدم إلى البلاط الملكي.»
لم يتخذ ريجان أي قرار في ذلك الوقت، بيد أنه التقى مجددا بالمديرين بعدها ببضعة أيام. كانت المسألة تتضمن آنذاك طلبا محددا لناسا بتوفير 150 مليون دولار أمريكي لإطلاق مشروع المحطة الفضائية. أقر ستوكمان هذه المرة بأن ناسا ربما لا تحصل إلا على زيادات محدودة حقا في الميزانية خلال السنوات المقبلة، وقال ريجان: «تم!» ثم أضاف قائلا: «لا أرغب في تذكيري فقط بالسلفادور.»
أعلن الرئيس عن مشروع المحطة الفضائية بوضوح في خطابه حول حالة الاتحاد في يناير 1984. هذا الخطاب جدير بالذكر بوصفه من اللحظات التي كان من الممكن أن تغني فيها الدعاية والترويج الإعلامي عن الإنجاز الفعلي:
ثمة طاقة متجددة وحالة تفاؤل تعم أرجاء البلاد. عادت أمريكا شامخة.
يحفز الاقتصاد المزدهر الإبداع ويشجع على إطلاق المبادرات، وهذا الأمر ينطبق بدرجة أكبر على حدودنا القادمة، على الفضاء. ليس ثمة مكان آخر نبرهن فيه على ريادتنا التكنولوجية وقدرتنا على تحسين الحياة على الأرض أكثر من ذلك.
يمكننا بلوغ الرفعة والريادة مرة أخرى، يمكننا أن نتعقب أحلامنا حتى النجوم البعيدة، حيث نعيش ونعمل في الفضاء من أجل إرساء السلام وتحسين الاقتصاد وإعلاء العلم. الليلة، أصدر توجيهاتي إلى ناسا لإنشاء محطة فضائية مأهولة على نحو دائم، على أن يتم ذلك خلال عشر سنوات.
إن وجود محطة فضائية من شأنه أن يحقق قفزات كمية في أبحاثنا العلمية، وفي مجال الاتصالات والتعدين وعقاقير إنقاذ الحياة التي لا يمكن تصنيعها إلا في الفضاء.
4
استطاعت ناسا المشاركة في سطوع هذا الأمل؛ حيث كان المكوك الفضائي على وشك التشغيل وفق جدول زمني، فقد بدأ في تنفيذ بعثات دللت بوضوح على أهمية المحطة والوعود المعقودة بها. خلال عامي 1984 و1985، ركزت ثلاث بعثات على إصلاح الأقمار الصناعية المعطوبة واسترجاعها. كان القمر الصناعي الأول، وهو «سولار ماكسيمم»، قد بلغ مدارا فضائيا في عام 1980 لدراسة الشمس بينما كانت نشطة للغاية، حيث أصدرت كثيرا من البقع والتوهجات الشمسية. التحمت المركبة «تشالنجر» بالقمر الصناعي؛ حيث استبدل طاقم المركبة نظام التحكم في الاتجاه، وأصلحوا جهازا معطوبا عن طريق تركيب معدات إلكترونية جديدة. أعادت هذه الأعمال «سولار ماكس» إلى وضعه التشغيلي الكامل .
Bog aan la aqoon