أفلا تملكني نخوة الإعجاب إلا بوثيقة من إيساغوجي؟
أفيروقني الطائر المنطلق فأعلم لم يروقني، ويتراءى لي الروح العظيم فأقول: مكانك حتى أرجع على مائدة التشريح أو إلى قارورة الكيمياء؟!
ما قال ذلك قائل قط أمام روح عظيم.
والسبب واضح مستقيم.
السبب أن الروح العظيم كان قبل أن تكون مائدة تشريح وقارورة كيمياء، وأن الإنسانية ألهمت خيرا ألا تؤجل الإعجاب بكل روح عظيم إلى أن يظهر المشرحون والمحللون.
ليظهروا «على مهلهم» ولتأخذ العظمة الروحية حقها من الإعجاب قبل إذنهم، فلا مناقضة للعلم ولا للمنطق في ذلك.
إنما المناقضة أن نعلق دوافع النفوس وبواعث الفطرة على شيء لا تتعلق به ولا تتوقف عليه، وأن نخطئ الواقع ثم نخطئ الواقع الصالح ولا سند لنا أوثق من الواقع على كل حال. ولا شفاعة عندنا أكرم من شفاعة الواقع الصالح في كل مآل.
أفيقولون: إن البديهة قد تخطئ في الإعجاب؟
قد تخطئ ولا جدال.
ولكن كذلك يخطئ العقل، وكذلك تخطئ التجربة، وكذلك تخطئ العلوم وتمضي في خطئها مئات السنين. ولم يقل أحد إن قبولها للخطأ ينفي قبولها للصواب، ولا نسي أحد أنها إذا أخطأت مرة فلها امتحان من العواقب يأبى على الخطأ أن يدوم.
Bog aan la aqoon