هذه كلمة السيد بإمامته، السيد بنسبه، السيد بسلطانه، السيد بالتفاف القلوب حوله، السيد بسيادته على سره وعلانيته ورأيه وهواه، ولو عمت هذه السيادة لبطل الاستعباد، وأصبح تفاوت الدرجات كتفاوت الأعمار شيئا لا غضاضة فيه على صغير ولا خنزوانة فيه لكبير، إنما هو تقسيم أعمال، وتعاون بين إخوان، وإن لم يكن تعاونا بين أمثال.
الفصل الثاني عشر
العابد
الطبائع الأربع
طبيعة العبادة، وطبيعة التفكير، وطبيعة التعبير الجميل، وطبيعة العمل والحركة ...
هذه طبائع أربع تتفرق في الناس، وقلما تجتمع في إنسان واحد على قوة واحدة. فإذا اجتمعت معا فواحدة منهن تغلب سائرهن لا محالة، وتلحق الأخريات بها في القوة والدرجة على شيء من التفاوت.
طبيعة العبادة تدعونا إلى الاتصال بأسرار الكون للمعاطفة والتآلف بيننا وبينها، تدعونا إلى الحلول من الكون في أسرة كبيرة.
وطبيعة التفكير تثير في نفوسنا ملكات الكشف والاستقصاء، تدعونا إلى الحلول من الكون في معمل كبير.
وطبيعة التعبير الجميل تشب النار المقدسة في سرائرنا، فتصهر معادن الجمال من هذه الدنيا وتفرغها في قوالب حسناء من صنع قرائحنا وألسنتنا، أو صنع قرائحنا وأيدينا، أو صنع قرائحنا وأوصالنا، تدعونا إلى الحلول من الكون في متحف كبير.
وطبيعة العمل والحركة تعلمنا كيف نتأثر بدوافع الكون وكيف نؤثر فيها، وتجذبنا إليها فنستمد منها القدرة التي تجذبها إلينا، تدعونا إلى الحلول من الكون في ميدان صراع ومضمار سباق.
Bog aan la aqoon