وكان ثراؤهم يملي لهم في أسباب الترف والنعيم كما تملي لهم فيه مزية أخرى من المزايا التي تكلفها للقبيلة عزة السلطان وطول العهد بالحضارة والرئاسة ... وتلك المزية هي جمال النساء.
فقد كان يقال: إن «المخزوميات» رياحين العرب.
وكان في رجالهم ذلك الغزل الذي أخرج منهم شاعره الأول عمر بن أبي ربيعة، بل أخرج منهم غزلين ظرفاء حتى في النساء والأتقياء ...
جاء في كتاب الأغاني عن أبي السائب المخزومي: «أنه كان رجلا صالحا زاهدا متقللا يصوم الدهر، وكان أرق خلق الله وأشدهم غزلا، فوجه ابنه يوما يأتيه بما يفطر عليه، فأبطأ الغلام إلى العتمة، فلما جاء قال له: يا عدو نفسه، ما أخرك إلى هذا الوقت؟ قال: جزت بباب بني فلان فسمعت منه غناء فوقفت حتى أخذته. فقال: هات يا بني، فوالله لئن كنت أحسنت لأحبونك ولئن كنت أسأت لأضربنك، فاندفع يغني بشعر كثير:
ولما علوا شغبا
1
تبينت أنه
تقطع من أهل الحجاز علائقي
فلا زلن حسرى ظلعا قد حملنها
إلى بلد ناء قليل الأصادق
Bog aan la aqoon