Cabqariyat Imam Cali
عبقرية الإمام علي
Noocyada
وهذا الامتزاج بين الفكرة العالمية وبين إمامة علي أو خلافته، هو أقطع الأدلة على الوحدة بين أوانه وأوان الخلافة ... فإذا ذهب هذا وجب أن يذهب ذاك، أيا كانت السياسة المتوخاة، وبالغا ما بلغ نصيبها من السداد والصواب ...
ولنا أن نعمم هذا الحكم الإنساني في كل شأن من شئون الحكومة، قضى به علي في عهده أو عهود الخلفاء من قبله ...
فالروح الإنساني هو قوام الحكومة الإمامية، كما ينبغي أن يكون، وهو قوامها كما كانت على يديه جهد الطاقة الآدمية ... وهي طاقة لها ما لها من حدود.
جيء إلى عمر بن الخطاب بامرأة زانية يشتبه في حملها، فاستفتى الإمام ... فأفتى بوجوب الإبقاء عليها حتى تضع جنينها، وقال له: «إن كان لك سلطان عليها، فلا سلطان لك على ما في بطنها.»
وانتزع امرأة من أيدي الموكلين بإقامة الحد عليها ... وسأله عمر فقال: «أما سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم
يقول: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المبتلى حتى يعقل؟» قال: «بلى .» قال: «فهذه مبتلاة بني فلان ... فلعله أتاها وهو بها.» قال عمر: «لا أدري.» قال: «وأنا لا أدري.» فترك رجمها للشك في عقلها ...
وأتي عمر بامرأة أجهدها العطش، فمرت على راع فاستسقته فأبى أن يسقيها إلا أن تمكنه من نفسها ... ففعلت، فشاور الناس في رجمها، فقال علي: «هذه مضطرة إلى ذلك ... فخل سبيلها.»
وهذه أمثلة قليلة من أمثلة كثيرة في القصاص وتفسير الشريعة ...
إلا أنه قد حاد عن هذه السنة في أمر واحد خالفه فيه بعض فقهاء عصره، ومنهم ابن عمه عبد الله بن عباس.
Bog aan la aqoon