Cabqariyat Imam Cali
عبقرية الإمام علي
Noocyada
ولكنه قسط من الرأي لا يسلك صاحبه بين أساطين الدهاة، الذين يكيدون بالرأي وبالعمل النافذ على السواء ... •••
ونعود بعد هذا، فنقول: إنه لم يخسر كثيرا بما فاته من الدهاء ... ولم يكن ليربح كثيرا لو استوفى منه أوفى نصيب؛ لأنه لا بد من ملك أو خلافة ...
ولن يكون ملكا بأدوات خليفة، ولا خليفة بأدوات ملك، ولن تبلغ به الحيلة أن يحارب رجلا يريد العصر والعصر يريده؛ لأنه عصر ملك تهيأت له الدواعي الاجتماعية، وتهيأ له الرجل بخلائقه ونياته ومعاونة أمثاله ...
ولم يكن معاوية زاهدا في الخلافة على عهد أبي بكر أو عمر أو عثمان، ولكن الخلافة كانت زاهدة فيه.
فلما جاء عصر الملك، طلب الملك والملك يطلبه ...
وقديما قال أبوه للعباس عم النبي، وقد رأى جيش المسلمين في فتح مكة: «لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما.»
فهو الملك، أو هو جاه الدنيا، الذي تطلع إليه من نشأته الأولى في بيته ... وانتظر ثم انتظر حتى لاقاه على قدر، فوضع في موضعه وقام به الموضع كما قام به، ونجحا معا التوافق والرفاء ...
وحين وجب أن يقع الفصل بين الملك والخلافة، وجب أن يكون علي على رأس فريق الخلافة.
وحين وجب أن يقع الفصل بين أصحاب المنافع الراغبين في دوام المنفعة، وبين أصحاب المبادئ والظلامات الراغبين في التبديل والإصلاح، وجب أن يكون علي على رأس هذا الفريق دون ذلك الفريق.
وحين وجب هذا وذاك وجوبا لا حيلة فيه للمتحول، ولا اختيار فيه للمختار، وجب أن تصير خلافة علي إلى ما صارت إليه، كائنا ما كان خطره من الدهاء والخدعة، وكائنا ما كان طريقه الذي ارتضاه هو أو أشار به المشيرون عليه. •••
Bog aan la aqoon