5
والكنف
6
أن تقطع عن طريق المسلمين؟! أرأيته وهو ينهى الولاة عن الاتكاء في مجالس الحكم، ويكتب إلى عمرو بن العاص: «وقع إلي أنك تتكئ في مجلسك، فإذا جلست فكن كسائر الناس، ولا تتكئ؟!»
بل أرأيته وهو يرعى المراتب، فينزل درجة من سلالم المنبر بعد أبي بكر؛ لأن الخليفة الأول أحق منه بالتقديم؟!
ذلك هو السمت العسكري بالفطرة التي فطر عليها، وليس هو السمت العسكري بالأسوة والتعليم.
وبالفطرة التي فطر عليها كان يحب ما يحسن بالجندي في بدنه وطعامه، ويكره ما ليس بالمستحسن فيه، فكان يقول: «إياكم والسمنة فإنها عقلة»،
7
وكان يقول: «إياكم والبطنة، فإنها مكسلة عن الصلاة، ومفسدة للجسم، ومؤدية إلى السقم، وعليكم بالقصد في قوتكم، فهو أبعد من السرف، وأصح للبدن، وأقوى على العبادة.» وكان يأمر بالجد، ويحذر من المهازل؛ لأن «من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن كثر سقطه
8
Bog aan la aqoon