120

ويلوح من كلامه في أخريات أيامه أنه كان على نية النظر في تصحيح النظام الاقتصادي، وعلاج مشكلة الفقر والغنى على نحو غير الذي وجدها عليه، فقال: «لو استقبلت من أمري ما استدبرت

62

لأخذت فضول

63

أموال الأغنياء فقسمتها على الفقراء.»

ولم يرد في كلامه تفصيل لهذه النية، ولكن الذي نعلمه من آرائه في هذا الصدد كاف لاستخلاص ما كان ينويه، فعمر على حبه للمساواة بين الناس كان يفرق أبدا

64

بين المساواة في الآداب النفسية والمساواة في السنن الاجتماعية، فكتب إلى أبي موسى الأشعري: «بلغني أنك تأذن للناس جما غفيرا،

65

فإذا جاءك كتابي هذا فأذن لأهل الشرف وأهل القرآن والتقوى والدين، فإذا أخذوا مجالسهم فأذن للعامة.» ولكنه لما رأى الخدم وقوفا لا يأكلون مع ساداتهم في مكة غضب، وقال لساداتهم مؤنبا: ما لقوم يستأثرون على خدامهم؟ ثم دعا بالخدم فأكلوا مع السادة في جفان واحدة.

Bog aan la aqoon