220

Cabd Rahman Nasir

عبد الرحمن الناصر

Noocyada

فقضى معظم ذلك النهار وهو قلق لا يرتاح له بال، وكان يرسل الوصيف إثر الوصيف كي يراقبوا الطريق عن بعد، وصعد هو على منارة من منائر جامع الزهراء ليشرف منها على الطريق المؤدي إلى قرطبة فلم ير شيئا.

وفي الأصيل جاء البشير برجوع ساهر والصقالبة ومعهم سعيد والزهراء وعابدة ورجل آخر لم يعرفوه، فأمر أن يؤتى بهم إلى بيت المنام في قصر المؤنس، وجلس لهم مجلسه يوم جاءته عابدة وسعيد حيث البركة وعليها التماثيل الذهب وغيرها، فأدخلوا عليه أولا الزهراء وهي لا تزال بملابس صاحب البريد، فلما رآها دهش، فكشفت له عن وجهها وأكبت على يده فقبلتها، فلما عرفها صاح بها: «ويلك! ما هذا؟»

فقالت الزهراء: «هذا هو الثوب الذي تنكرت به ساعة الفرار.»

فقطب حاجبيه وقال: «ساعة الفرار؟ لماذا تفرين؟ هل رأيت مني إنكارا لحقك، وأنت أعز الناس عندي لما تأكدته من صدق مودتك وإخلاص طويتك، كيف تفرين؟»

قالت الزهراء: «فررت إلى أخ لي كنت قد فقدته، ثم بلغني أنه موجود في مكان بالأرباض فذهبت لأراه.»

قال الناصر: «وما كان أجدر أن تطلبي إحضاره فيجئك ولو كان وراء سد يأجوج.»

قالت الزهراء: «نعم أعلم ذلك، ولكني أخاف على أخي من أمير المؤمنين.»

قال الناصر: «تخافين على أخيك مني؟»

قالت الزهراء: «نعم يا سيدي، إنما الخوف منك وحدك وليس من سواك؟»

قال الناصر: «هل إلى هذا الحد تسيئين الظن بي؟ هل أكافئك على صنيعك الجميل بأذى أخيك؟»

Bog aan la aqoon