219

Cabd Rahman Nasir

عبد الرحمن الناصر

Noocyada

أما عابدة فقد توسمت في ملامح سالم وحركاته توددا إليها وإعجابا بها فتحرك قلبها. وكانت أول مرة تحرك قلبها لغير سعيد، فغضبت من نفسها خوفا من أن يسوقها ذلك إلى بلاء جديد، فأحبت أن تلهو عن ذلك بشيء آخر فقالت للزهراء: «هل نسيتي يا سيدتي ساهرا؟»

قالت الزهراء: «لا أنسى فضله من وجوه كثيرة. أما لقاء أخي فأنا مدينة به لك بنوع خاص.»

ثم نادت ساهرا وكان في طرف البستان مع سائر الخصيان، فأتى ووقف متأدبا فقالت له: «هذا أخي صاحب النقمة.»

فأجفل وصاح: «أخوك؟ وتقولين صاحب النقمة! أليس هو مطلب أمير المؤمنين؟ أعوذ بالله! كيف يكون أخا لأعز الناس عنده؟»

فقالت الزهراء: «وسيكون من أعز الناس عنده لأنه أخي.»

فحنى رأسه موافقا وقال: «نعم سيكون، والآن يا سيدتي ألا نعود إلى القصر؛ فإن أهله في قلق شديد لغيابك؟» قالت: «نمضي حالا.»

فخرج وأمر الصقالبة أن يتأهبوا للركوب، وأن يأخذوا سعيدا معهم تحت حراسة شديدة، وسار الجميع قاصدين القصر.

الفصل السادس والسبعون

المحاكمة

أما القصر فكان أهله في خوف لغياب الزهراء، وقد علموا بذهاب ساهر والصقالبة للتفتيش عنها، والخليفة أكثر الجميع قلقا وغضبا، ولو أخذت الزهراء وهو في ريب من إخلاصها لكان وقع المصيبة عليه أخف كثيرا. أما بعد أن ظهر له من حبها وإخلاصها في خدمته ما ظهر، فضلا عن تعقلها ورويتها، فأصبح شديد التعلق بها يفديها بأعز ما لديه.

Bog aan la aqoon