212

Cabd Rahman Nasir

عبد الرحمن الناصر

Noocyada

الفصل الرابع والسبعون

صاحب النقمة

تنكرت عابدة في ملابس رجل، ومشت حتى دخلت ذلك الدهليز، واتصلت منه إلى الباب وطرقته الطرقة التي عرفتها، فخرج إليها شاب ملثم الوجه وقال: «من الطارق؟»

فقالت عابدة: «افتح وخذ هذه الرسالة»، ففتح كوة صغيرة في الباب، فمدت الخاتم منها، فلما رآه فتح الباب ودعاها للدخول وهو يحسبها رجلا، فقالت: «إن صاحب هذا الخاتم يدعوك إليه الآن. إنه على مقربة من هذا المكان.»

قال صاحب النقمة: «هل هو في ضيق؟»

قالت عابدة: «لا، ولكنه يحب أن يراك وحدك.»

فدخل وغير ثيابه وخرج معها حتى تجاوز الدهليز، وهو يتفرس فيها لأنه طرب لرخامة صوتها، وشعر بأنها امرأة، فقضى مسافة الطريق وهو يوجه إليها أسئلة، ولو بغير باعث ليسمع صوتها، وكلما سمعه زاد استئناسا به، وقد تذكر أنه سمعه قبلا وطرق باب قلبه.

وبعد قليل اقتربا من البستان فسمع صهيل الأفراس، وعلم أنها أفراس صقالبة الناصر، فوقف وقال لها: «أخشى أن يكون في الأمر دسيسة يا رجل، أو يا امرأة!»

قالت عابدة: «كلا يا سيدي، وسترى ذلك حال وصولك.»

قال صاحب النقمة: «لا، لن أخطو خطوة واحدة من هذا المكان قبل أن ترفعي عنك هذا القناع.»

Bog aan la aqoon