فارتعشت وغلبت على أمرها، وقالت: «سأفعل ذلك يا سيدي.»
قال سعيد: «اسمعي يا عابدة، ضعي هذه الورقة في جيبك واذهبي الآن إلى الخليفة وهو في غرفته على فراشه ومعك القانون والعود، وغنيه وأطربيه واسقيه من الشراب الذي وصفه الطبيب. فهمت؟»
قالت عابدة: «نعم.» وهي تحدق في عينيه ويدها ترتعش بين يديه.
قال سعيد: «فإذا سمعت أذان نصف الليل فاعمدي إلى هذه الورقة فصبي ما فيها في كأس الشراب، وقدميها للخليفة، وبعد أن يتناولها ببضع دقائق يغلب عليه النوم ويبقى نائما إلى الأبد.»
قالت عابدة: «نعم، وماذا أفعل بعد ذلك؟»
قال وهو يخرج الورقة الأخرى: «وبعد ذلك تأتين إلى هذه الغرفة، فإذا لم تجديني فيها فإنك تجدين قدحا فيه ماء، فصبي فيه هذه الورقة واشربيه فتنامين ريثما آتيك، وقد أعددت كل ما يلزم للفرار إلى مكاننا حيث نكون قد قمنا بما علينا، وقد دبرت كل شيء.»
فتناولت الورقتين وخبأتهما في جيبها ولم يبد عليها اضطراب أو خوف. لكنها قالت: «هل هذا آخر سعي لنا في سبيل السعادة؟»
قال سعيد: «نعم، امضي وانتبهي لأذان نصف الليل.»
فنهضت وتناولت العود وسارت إلى غرفة الخليفة وأخذت تغنيه وتسقيه كما أوصاها الطبيب.
الفصل السابع والستون
Bog aan la aqoon