قال الناصر: «يكفي الآن، فاكتم ما رأيت، ومتى تمكنت من سماع الحديث فأخبرني، وما الذي يساعدك على سماعه؟»
قال سعيد: «يساعدني أن أسمع صوتها تتكلم.»
قال الناصر: «فأنت اليوم مأمور بتعليمها الغناء، وسأبعث إليها بأنك آت لهذه الغاية في العصر.»
فأشار برأسه إشارة الطاعة وقال: «الأمر لمولاي، ولكن الأفضل أن لا يكون ذلك في غرفتها؛ لكثرة من فيها من الخدم والوصيفات، أو يأمر مولاي أن تكون هناك منفردة، ومعها وصيف أو وصيفة فقط.»
قال الناصر: «حسنا، وإنها تفضل ذلك أيضا، فمتى ذهبت إليها تجدها في غرفتها منفردة.»
قال سعيد: «هل أذهب إليها في أصيل هذا اليوم؟»
قال الناصر: «افعل»، وتزحزح الخليفة من مكانه، فنهض سعيد واستأذن وخرج.
وفي العصر أصلح شأنه واصطحب ياسرا إلى غرفة الزهراء، فأوصله إلى باب الغرفة ودخل فأخبرها بمجيئه وانصرف، فدخل سعيد من باب الغرفة فوجد في وسطها ستارا منصوبا خرج إليه من ورائه جوهر، وأظهر أنه لم يره إلا في تلك الساعة وقال له: «أنت معلم الغناء؟»
قال سعيد: «نعم.»
قال جوهر: «إن مولاتي في انتظارك وراء هذا الستار بأمر الخليفة، تفضل واجلس.» وثنى وسادة وقدمها له، فجلس ثم ذهب فأتاه بعود، وقال: «هذا عود لتدلها به على ما تريد أن تفعله.»
Bog aan la aqoon