130

Cabd Rahman Nasir

عبد الرحمن الناصر

Noocyada

وبينما هو في ذلك إذ رأى الستار يتحرك، وإذا بجوهر خارج من ورائه، فلما رآه فرح بمجيئه وتوقع أن يسمع منه شيئا جديدا، فأشار إليه، فتقدم وهمس في أذنه: «إن الغيرة كادت تقتلها!»

ففهم أنه يعني الزهراء فقال: «ماذا فعلت؟»

قال جوهر: «لم تتمالك أن تنحنحت للناصر لتزجره عما أظهره من الإعجاب والخفة.»

فضحك سعيد وقال: «لا بد أنك ساعدت في إثارة تلك الغيرة، طبعا، وأخيرا ماذا ترى؟»

قال جوهر: «إني أثرت غيرتها وأوحيت إليها أن إتقان غناء عابدة سيقدمها عليها لدى الخليفة، وأشرت عليها أن تتقن الغناء.»

قال سعيد: «على من؟»

قال وهو يتطاول ليهمس في أذن سعيد: «ستطلب من الخليفة أن يكلفك بتعليمها غناء بغداد.»

فظهر البشر على وجه سعيد، وقال: «وهل تظنه يقبل؟»

قال جوهر: «إذا طلبت ذلك إليه أذعن لها، فهو طوع إرادتها؛ ألم تر مبلغ تأثير تلك النحنحة فيه وهو في إبان طربه؟»

قال سعيد: «لقد أحسنت يا جوهر، بورك فيك، طالما توقعت منك المهارة والذكاء. إني أسمع صوت مفتاح في باب، وأسمع وقع خطوات، لعل الخليفة قادم، امض.»

Bog aan la aqoon