كلمة ختامية صريحة أود أن أوجهها إلى اليساريين المصريين الذين أغضبتهم مقالاتي، ولخص فيها جوهر القضية:
إنكم تتمسكون بأن الدفاع عن الاشتراكية ينبغي أن يرتبط بالدفاع عن التجربة الناصرية، وتتصورون أن هذا هو وحده الطريق الكفيل بصد هجمات اليمين.
وأنا أقول إن الاشتراكية لن يكون لها مستقبل في هذا البلد، حتى المدى المنظور، إلا بالفصل بينها وبين التجربة السابقة، وكشف أخطاء هذه التجربة بصراحة، والسير في سياسة جديدة، وطريق جديد، يواجه الشعار الذي يرفعه اليمين، وهو «لنجرب شيئا آخر عن فقر الاشتراكية وذلها»، بشعار مضاد هو: «... ولكن الاشتراكية أفضل كثيرا من كل ما عرفتم».
هذا ما تقولونه، وهذا ما أقوله.
وبيني وبينكم التاريخ.
الرأي العام يرد على فؤاد زكريا
لم يسبق في تاريخ روز اليوسف أن تلقت من قرائها مثل الرسائل التي أمطروها بها ردا على مقالات الدكتور فؤاد زكريا المثيرة: «جمال عبد الناصر واليسار المصري»، لا من حيث عدد الرسائل فقط، ولكن أيضا من حيث طولها، وحرارتها، وذكاؤها، وأحيانا، شتائمها! ولأن هذه الرسائل تمثل، بتنوعها وصدقها وبساطتها، حكم الرأي العام في القضية التي أثارها الدكتور زكريا؛ فقد كان محالا أن نتجاهلها، ولكن كان محالا أيضا أن ننشرها؛ لأنها تحتاج إلى عدة آلاف من صفحات «روز اليوسف» يستغرق نشرها على الأقل عشرة أعوام!
وللخروج من هذا المأزق، فإن روز اليوسف قد قررت أن تكتفي بنشر نماذج وفقرات من الردود التي وصلتها تلخص بها الاتجاه العام لكل ما تلقته من رسائل حول هذه القضية.
وفيما يلي هذه النماذج والفقرات.
كان اليسار ينقد عبد الناصر واليمين يحرق له البخور
Bog aan la aqoon