1
وقد قبضت على المروحة بأنامل منقوشة بالحناء، فيها خواتم، وفي معصمها الأساور والدمالج؛ إذا حركت يدها للترويح سمع لها شخشخة، وفي صدرها هلال من ذهب مرصع بالجوهر، وقد نقش عليه هذا البيت:
أفلت من حور الجنان
وخلقت فتنة من يراني «وبعد برهة أقبلت جارية تفتن الناظرين، يظهر من ملامحها أنها كرجية الأصل، دخلت المصطبة نافرة كأنها الغزال انفلت من شبكة الصياد ...»
فلما دخلت افتتن جعفر والفضل برؤيتها، ولكنهما تهيبا لعلمهما أنها وصيفة الأمين الخاصة جاءت لتروح له. فمشت وهي تنتقل على رءوس أصابعها وتتمايل حتى دنت من الأمين ، فوسع لها الفضل، فصعدت على مقعد بجانب سرير الأمين وأخذت تروح بالمروحة، وفي يدها الأخرى منديل إذا تندى جبينه بالعرق مسحته له.
ثم دخلت جارية أخرى يظهر من مجمل منظرها أنها رومية الجنس، عليها دراعة مصبوغة بلون الورد الأحمر، وقد وضعت على رأسها ضفائر شعر مسدلة كأنها العناقيد تتدلى إلى أسفل ظهرها. وفوق الشعر تاج مرصع، وفي عنقها عقد ثمين قد تعلق فيه صليب من الذهب المرصع، وعلى التاج بيتان من نظم الحسن بن هانئ (أبو نواس)؛ وهما:
يا راميا ليس يدري ما الذي فعلا
عليك عقلي فإن السهم قد قتلا
أجريته في مجاري الروح من بدني
فالنفس في تعب والقلب قد شغلا
Bog aan la aqoon