قال الرشيد: «وأي حق تعنين؟»
فقالت العباسة: «تمهل يا أمير المؤمنين - ولا أقل يا أخي لئلا أغضبك - تمهل وأنا أذكر لك ذلك الحق.»
فتجلد الرشيد وقال: «قولي.»
فقالت العباسة: «ألم تعقد علي لجعفر عقدا شرعيا صحيحا؟»
قال الرشيد: «بلى، ولكنني فعلت ذلك ليحل لكما أن ينظر أحدكما إلى صاحبه، وليس لما وراء ذلك.»
فقالت العباسة: «وهل يجوز العقد على هذه الصورة؟ وإذا جاز في رأيك أنت، فهل يعد من يتم شروطه خائنا؟»
قال الرشيد: «لا تكثري من الجدل، فإنكما علمتما منذ كتابة ذلك العقد أن المراد به النظر؛ لرغبتي في مجالستكما؛ لأني كنت أحبكما وأحب حديثكما.» وهز رأسه وصر على أسنانه. «وهذا جزاء المحبة!»
فقالت العباسة وفي صوتها لحن الملاينة : «ولكن ألا يظن أمير المؤمنين أننا كنا بدون هذا العقد خيرا منا معه؟»
فقطع الرشيد كلامها وقال: «لا ريب في ذلك؛ لأنكما بعد أن كنتما من أحب الناس إلي صرتما أبغض الأبالسة عندي.»
فقالت العباسة: «ولماذا؟ ألأننا أتينا أمرا حلله الله وحرمته أنت. أليست طاعة الله أولى من طاعة أمير المؤمنين؟»
Bog aan la aqoon