وأسر إليها: «آسف ... هل نخرج إلى الشرفة؟»
فقالت: «نعم ... من فضلك لا أريد أن أبقى هنا ... سأذهب إلى غرفتي.»
فقال: «سيكون ما تريدين يا عصفورتي الجميلة.»
وظل يراقصها وهو يتخلل بها المدعوين حتى خرجا إلى الشرفة، ثم مال بها يسرة حتى وقفا عند باب، وهناك انحنى عليها، وحناها على ذراعه، فانقطع رباط ثدييها، وسمع هو الصوت فابتسم واعتدل، ودفع أصابعه بسرعة وخفة والتقط الخاتم، وقال وهو يلثمها: «والآن أستودعك الله ... سأذهب أنا أيضا. فما أريد أن أراقص أحدا غيرك ... ولكني أرجو أن تقولي لإحسان حين ترينها في الصباح أن الشيطان لا ييأس ... وإلى الملتقى يا فتاتي الحسناء.» •••
واستيقظت جليلة عند الضحى، فكان أول ما تذكرته هذا الشيطان الذي لم تر وجهه، ولكنها لا تزال تشعر كأن ذراعه على خصرها، ودخلت عليها إحسان وهي تحلم بهذا وعيناها مفتوحتان، فاحتاجت أن تهزها - وإن لم تكن نائمة - لتردها إلى هذا العالم، وقالت: «الخاتم ... هاتيه.»
فأفاقت جليلة جدا لما دست أصابعها بين ثدييها فلم تجده، وقالت وهي تنهض وتهز قميصها وتنفضه: «لقد كان هنا ... لا أذكر أني أخرجته ... لقد كنت أرقص مع أحد ضيوفك (واضطرم وجهها لهذه الذكرى) ثم عدت إلى غرفتي ونمت ...»
فصاحت بها إحسان: «من كان هذا؟ إن المدعوين ليسوا لصوصا ... تذكري أين وضعته.»
قالت جليلة: «لا أعرفه، لقد كان في زي شيطان ... ورجا مني وهو يودعني أن أقول لك إن الشيطان لا ييأس.»
فقالت إحسان: «لعنة الله عليه ... لن أرى الخاتم بعد ذلك أبدا. لقد نجح حيث فشل لصوصه الذين جاء بهم.»
فقالت جليلة: «لست فاهمة ... إنه أحد الضيوف ... وإذا كنت تعرفينه فلا شك أنه سيعيد إليك الخاتم.»
Bog aan la aqoon