قال: «بالإجماع ...»
وهكذا كتما الأمر عن أمهما اتقاء لإزعاجها من ناحية، وخوفا من أن تنغص على فيفي حياتها إذا عرفت ما وقع. •••
وقالت فيفي لطاهر وهي تدخل ووراءها زكريا: «ألم تقل له إننا آسفون جدا جدا لما حصل؟»
فقال طاهر بابتسام: «لقد تركت لك هذا ... كان علي واجب آخر لهذا المهمل الذي لا يعرف كيف يقطع الطريق.»
وتقدمهما إلى الغرفة وصاح وهو يتنحى عن الباب لتدخل فيفي وأخوها: «ضيوف يا حمادة ... افتح عينيك.»
وألفت فيفي نفسها جالسة على حافة السرير تبتسم لحمادة في عينيه، وقد سرها أن أخاها استأثر بطاهر، فقالت: «لا أحتاج أن أقول إني آسفة، فإن هذا لا يكفي ... فقد جنينا عليك، ولا أدري في الحقيقة كيف تطيق النظر إلينا، وقد كسرنا لك ذراعك.»
فنظر حمادة إلى ذراعه وقال: «أوه هذا ... إني أكاد أعد طبيبا فصدقيني حين أقول لك إنه لا شيء ... ثم إن هذه فرصة لي سأغتنمها.»
فلم تفهم فيفي مراده وزوت ما بين عينيها فقال: «صحيح ... بعد أن أعود إلى الكلية سأستبدل بها ذراعا صناعية خيرا من الطبيعية.»
فقالت فيفي: «إيه ... هل ... هل ...»
فأسرع حمادة يقول: «لا لأن يدي هذه أصبحت لا خير فيها ... كلا ... بل لأن الأعضاء الصناعية أصبحت من الدقة والإتقان بحيث تفوق الطبيعية، مثلا إذا كنت أريد أن أشتغل بتفريخ الدجاج فما علي إلا أن أتخذ ذراعا خاصة أتبعها وأطيع وحيها.»
Bog aan la aqoon