181

Buulada Ururka Suudaani Masri ee Dagaalka Meksiko

بطولة الأورطة السودانية المصرية في حرب المكسيك

Noocyada

وعدد كبير من النساء والأولاد.

وكان القطار متجها إلى تيزاريا

Tézéria

بسرعة تتراوح بين 15 و16 كيلومترا في الساعة، ووصل إلى موضع يقال له: لوما دولا ريفيستا

Loma de la Revista

حيث الطريق عرضه أربعة أمتار تقريبا بين سفوح الجبال المجللة من الجانبين بالأحراش والآجام الكثيفة، وكان فيها منحن وعر، وعندئذ لمح سواق القطار بعض القضبان منزوعة من أماكنها، وفي الحال حول قوة البخار محاولا الرجوع إلى الخلف، غير أن القطار برمته استمر هنيهة سائرا في طريقه مدفوعا بقوة سرعة سيره، فسقطت عندئذ العربات الأولى، ولم يستطع أحد أن يدفع حدوث الكارثة.

وفي هذه اللحظة دوى إطلاق البنادق بشدة من جانبي الطريق، وكان اتجاه الطلقات من أعلى إلى أسفل، ولم يكن في حيز الاستطاعة رؤية المهاجمين، فجرح سائق القاطرة وشخص من المسافرين. وعلى أثر ذلك أسرع بالرجوع إلى العربات كل من كان نزل منها، واتخذ القائد ليجييه خطة الدفاع، ونزل ليفحص الموقع وينظر فيما إذا كان في الإمكان الهجوم على العدو من الجنب.

وفي غضون هذا الاضطراب الشامل وبلبلة الأفكار الناشئة من خروج القطار عن طريقه، ومن ولولة النساء وصياح الأولاد وحيرة كافة المسافرين؛ ما كان يساور رءوس السبعة المصريين غير فكرة واحدة؛ ألا وهي القيام بواجب وظيفتهم، وأن يستعدوا لإطلاق النيران على الأعداء إذا لاحت أشباحهم وبانت. وكانوا ينتظرون وهم متخذون من جوانب العربات موقى لهم الوقت الذي يشتبكون فيه في القتال مع العدو برباطة جأش جديرة بالثناء العظيم والإعجاب المتناهي.

وعندما وقع نظر جميع رجال الحرس على القائد ليجييه وهو نازل من العربة، تبعوه ليقوموا بتنفيذ أوامره، ورغم شدة إطلاق النيران، أمكن استكشاف مواقع العدو بلا عائق؛ لأن هذه النيران مع شدتها لم تكن فتاكة، وما ذلك إلا لأن المكسيكيين كانوا مضطرين أن يلبثوا محجوبين عن الأعين لكيلا تصوب نحوهم طلقات البنادق.

ولما تحقق القائد أنه ليس في الاستطاعة الهجوم على العدو من الجنب، أراد أن يهاجمه وجها لوجه، فقذف بالأربعة عشر جنديا إلى المرتفعات، ولكن هذه كانت مغطاة بالآجام المتناهية في الكثافة، فما استطاعوا تسلقها، واضطروا أن يرتدوا على أعقابهم، واتخذوا من العربات مرة أخرى وقاية لهم. وفي غضون هذه الحركة أصيب القومندان ليجييه بجرح مميت، وجرح أيضا جنديان من البحارة. فبث هذا الفوز الحماسة في نفوس المهاجمين، فضاعفوا الطلقات، وصار لا محيص من التقهقر. وفي اللحظة التي كان يصعد فيها القومندان ليجييه إلى العربة بمساعدة بلال حماد، أصيب هذا بطلق ناري فخر صريعا وقضى نحبه. وعندئذ تطوع بخيت بدرم وأتوم سودان وحملا أولا القومندان ليجييه ووضعاه في عربة السكة الحديد، ثم رجعا إلى بلال حماد وكانت تحميهما في هذه الفترة نيران من بقي من الحرس المبعثرين خلف جميع العربات.

Bog aan la aqoon