174

Buulada Ururka Suudaani Masri ee Dagaalka Meksiko

بطولة الأورطة السودانية المصرية في حرب المكسيك

Noocyada

11

فكتبنا إلى حضرة صاحب العزة حمدي بك سيف النصر - من كبار ضباط الجيش المصري الذين حضروا فتح السودان، ومدير الجيزة سابقا - ليوافينا بمعلوماته عن المرحوم البكباشي علي أفندي جفون، فأرسل إلينا بتاريخ أول نوفمبر سنة 1933 ما يأتي:

وصل إلي خطابكم الخاص بالمرحوم البكباشي علي أفندي جفون الشلكاوي. أما معلوماتي الشخصية عنه فتلخص في أني قابلته لأول مرة في أول دخولي خدمة السواري بالجيش المصري سنة 1896 بوادي حلفا عندما قمنا لحملة استرجاع السودان، وكان هو في ذلك الوقت برتبة الصاغ في 12 جي أورطة سودانية. وكانوا يطلقون عليه لقب «أبو السودانية»، مع أنه لم يكن وقتها أكبر الضباط السودانيين رتبة، بل كان على الأرجح أكبرهم سنا وأحبهم إلى قلوب الضباط والعساكر المصريين والسودانيين على السواء. وأذكر أنه كان يروي لنا بعض الأحيان نوادر عن خدمته بحملة المكسيك لما كان بالسواري، وكان دائما يترأس حفلات الدلوكة (الرقص السوداني) واحتفالات الألعاب التي تقام بالأورط السودانية، وظل معنا في تقدمنا مع الحملة ببلاد السودان حتى دخلنا بربر، وكان قد ترقى لرتبة البكباشي، وهناك أقام الجيش مدة مرض في خلالها علي أفندي جفون، وتوفي إلى رحمة الله في أواخر سنة 1898، فاحتفل الجيش بمأتمه احتفالا عسكريا عاما، وحزنا عليه جميعا لما كان عليه من الأخلاق الحميدة والسيرة الحسنة. ولا زال إخوانه وأبناؤه القدماء يذكرونه بالخير ويترحمون عليه، ومع هذا بيان مختصر عن حياته حصلت عليه من أحد الضباط السودانيين القدماء، وهو:

تاريخ حياة المرحوم البكباشي علي أفندي جفون

من ضباط الجيش المصري

ولد المرحوم علي أفندي جفون بفشودة سنة 1812 ميلادية، أو سنة 1227هجرية، والتحق بالجيش المصري نفرا تحت السلاح سنة 1842م، أو سنة 1258ه، واستمر بالخدمة تحت السلاح حتى أرسل مع طابور من الجيش المصري من الطوابير السودانية إلى حرب المكسيك في عهد ولي النعم المرحوم سعيد باشا. وبعد انتهاء حرب المكسيك أعيدت القوة المذكورة إلى مصر، وأنعم عليه برتبة ملازم ثان في الجيش المصري في عهد المرحوم إسماعيل باشا، واستمر في خدمة الجيش حتى تولى المرحوم توفيق باشا وإلى أن جاء عهد الاحتلال.

وبعد سقوط السودان صار تنظيم الجيش المصري حسب النظام الحالي، وعين علي أفندي جفون ملازما ثانيا في 10 جي أورطة بيادة سودانية بجهة سواكن سنة 1887، وفي هذه السنة خرجت هذه الأورطة لرد غارات عثمان دقنه. وقد امتاز علي أفندي في هذه الموقعة؛ ولهذا ترقى لرتبة ملازم أول.

ولما ترقى إلى رتبة يوزباشي في 12 جي أورطة بيادة سودانية بسواكن، كان يطلق عليه اسم أبو الأورطة، حيث كان صاحب سياسة حسنة مع الجند السوداني، وكان ينهي كل الصعوبات مع العساكر بطريقة مرضية.

وفي مارس سنة 1891 رافق الجيش المصري لفتح مدينة طوكر، وبعد انتهاء فتح المدينة نال من السير جرنفيل ذكرا حسنا. وفي سنة 1892 نقل إلى حلفا ضمن قوة 12 جي أورطة بيادة سودانية. وفي سنة 1895 ترقى إلى رتبة صاغقول أغاسي. وفي سنة 1896 اتخذ قومندانية مركز 12 جي أورطة بيادة سودانية عند قيام الجيش لحملة دنقلا لاسترجاع السودان، وبقي بحلفا حتى فتوح مدينة دنقلا سنة 1896. وفي سنة 1898 نقل مركز الأورطة المذكورة إلى بربر وترقى إلى رتبة بكباشي. ثم توفي إلى رحمة مولاه في نهاية سنة 1898 عن أربعة أولاد؛ اثنين ذكور وهما حسن وحسين، واثنتين إناث وهما حميدة ورقية، وقد توفيت منهما رقية. أما أولاده الأحياء فلا زالوا بأم درمان إلى الآن.

12

Bog aan la aqoon