161

Burhan Muayyid

البرهان المؤيد

Baare

عبد الغني نكه مي

Daabacaha

دار الكتاب النفيس

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1408هـ

Goobta Daabacaadda

لبنان

وقوم من اليهود يوحدون ولا يعبدون عزيرا بزعمهم ويشهدون بنبوة موسى عليه السلام تقليدا وسماعا لا كشفا واستبصارا وهم محجوبون بظلمات التقليد والوقوف مع أقوال الرجال دون مشاهدتهم الحق بعين اليقين فلو أنهم شاهدوا الحق وعرفوه لعرفوا أهله إذ الرجال يعرفون بالحق لا الحق يعرف بالرجال ولو تحققوا ما النبوة وما الرسالة وما الإيمان وكانوا قد عرفوا موسى بعد معرفة حقيقة النبوة لا النبوة بعد معرفة موسى لما أنكروا نبوة محمد ولأبصروه كما أبصروا موسى عليه السلام لأنهم عرفوا الحق فعرفوا أهله ولكن كانوا واقفين مع ما سمعوا من أخباره وثبت عندهم من ظهور القدرة على يديه وبروز الآيات العجيبة مقارنة لتحديه فحجبوا بظلمات الصور المظلمة المجسمة وهي صور المعجزات فظنوا أن ذلك من قدرة موسى عليه السلام وقوته وحوله ولم يعلموا أن الذي أبدى القدرة على يدي موسى هو الذي أبداها على يدي محمد وأن الإله واحد والدين واحد والأنبياء واحد ودعوتهم واحدة والقدرة ظهرت على أيديهم وأشارت إليهم وكل من ظهرت القدرة على يديه مع التحدي فهو صاحب الوقت ونبي الأمة وهو المحق على الجملة فما اختلفوا إلا من حيث الأشخاص والهياكل لا من حيث المعاني والحقائق

﴿شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب

فلا تفرقة بينهم البتة والعزيز المقتدر واحد أظهر القدرة على أشباح متفرقة وهياكل متباينة وهو واحد في ذاته غير متحيز ولا منقسم ولا حال ولا متحد

ولكن تجلى لعباده بأفعاله وقدرته وجعل إليه طرقا وللطرق أدلاء ولكل دليل آية مخصوصة ولكل طريق باب مخصوص وحجاب مضروب

﴿وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب

Bogga 171