151

Burhan Muayyid

البرهان المؤيد

Baare

عبد الغني نكه مي

Daabacaha

دار الكتاب النفيس

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1408هـ

Goobta Daabacaadda

لبنان

فهؤلاء في ثاني رتبة فمن شهد الأشياء بالنور لا النور بالأشياء فهذا يترقى من أسفل إلى فوق وذاك ينزل من فوق إلى أسفل فذاك إلى النور ينظر ثم نزل إلى ما بالنور ظهر من الأشكال والصور واستحق أن يتقدم في التعليم والسر على أرباب الاستدلال ليوضح لهم ما خفي عنهم واستتر ولهذا سمي الرسول

﴿ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات

ينبههم على كل موجود أنه من حيث ذاته عدم كالأجسام التي هي بذواتها ظلم وإنما بإشراق النور ظهرت

ظلمات . . ونور

كذلك عالم الحدث بأسره ظلمة خلق الخلق في ظلمة وتجلى وجود المحدث له فيه بإيجاده له نورا فلولا سريان نور وجوده في العالم بأسره لم يظهر منه ظاهر وذلك الذي ظهر من نوره بمنزلة الرش لا بمنزلة القبض والاستتار ثم رش عليهم من نوره فمن أصابه شيء من ذلك النور انتعش ومن بقي في ظلمات طبعه وظل قالب جسمه كان كالمنطلق

﴿إلى ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب

وشعب الجسم ثلاثة الطول والعرض والعمق نعوذ بالله من الرد إليه والسجن فيه إذ هو دنيا الإنسان فإن ما ظهر للعيان من عالم الشهادة والملك فهي الدنيا وما بطن من عالم الغيب والملكوت فهي الآخرة التي يرد العبد إليها بعد موته

Bogga 161