Dhiseyaasha Islaamka: Muxammad iyo Khulafadiisa
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
Noocyada
ولكن في ذلك البلد الطاهر مكة، وسائر بلاد الحجاز، لا ترى المرأة إلا وقد ائتزرت بمئزر أبيض فضفاض، لا يبدو منه إلا العينان تستدل منه على موضع قدميها وخطوهما.
وكيف أوازن بين بلاد الحجاز، وهي الأراضي المقدسة، وبين مصر وغيرها من البلاد التي تجري فيها الأحكام على سنن قوانين الغرب دون نصوص الشريعة الإسلامية السمحة.
فاللهم الطف بنا، إنك أنت اللطيف الرحيم الرحمن.
الباب الخامس
في الطريق إلى يثرب
شعرت وأنا أهم بمغادرة مكة كم عز على الرسول
صلى الله عليه وسلم
مهاجرتها، وذكرت دعاءه إلى الله جل شأنه: «اللهم إنك أخرجتني من أحب الديار إلي، فأسكني في أحب الديار إليك.»
وكيف لا أشعر بعظم ما انتاب الرسول من الوحشة والألم لمفارقته مكة، والزائر العادي لهذا البلد الطهور المقدس لا يستطيع أن يبرحه دون أن يشعر بالوحشة والحزن! فكيف إذن - لعمر الحق - كان شعور الرسول وهو يغادر البلد الذي وصفه بأنه أحب الديار إليه.
لم يفارقني وأنا في السيارة شعور الوحشة الذي كان يتملك على نفسي، كلما فكرت في أني أبعد عن مكة، مع أني كنت أعلم أني في طريقي إلى يثرب، المدينة التي ليس أفضل منها مدينة من مدن الدنيا بحالها، فهي وإن بعدت عن العالم، وتوسطت صحراء بلقع جرداء، لا زرع فيها ولا ضرع، فهي مدينة أكلت المدن والأمصار، مدينة أطاحت بمدنية الفرس والروم، مدينة انحدرت منها أجناد الغزو بقيادة أبطال الفتح، متجهة إلى الجنوب والشمال، وإلى الشرق والغرب، فشعت على الكون نور الهدى، وأضفت على العالم نعمة الحضارة والفضائل والعلم والدين.
Bog aan la aqoon