Dhiseyaasha Islaamka: Muxammad iyo Khulafadiisa
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
Noocyada
وفي الناس من لم يجيبوا قط في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم، وهؤلاء كتب عليهم أن لا يحجوا. ولا غرابة؛ ففي مكة نفسها والطائف والمدينة وجدة كثير من الناس لم يحجوا مع قربهم من بيت الله الحرام.
وقفة عرفات
واتخذنا طريقنا صعودا نحو الجبل بعد أن أدينا فريضة صلاة العصر، فإذا بعشرات الألوف منا يقفون وقفة عرفات، مبتهلين إلى الله بقلوب يملؤها الخشوع، ويفيض عليها الإيمان، تردد في صوت واحد منبعث من الأفئدة، رافعين أيديهم إلى السماء، مغرورقة عيونهم بالدمع الهتون، غاسلين خطاياهم بالتوبة الصادقة، سائلين الله القوي، وقد ذهلت العقول، ولم تغفل الألسنة ذكر الله الواحد القيوم، قائلين: «لبيك اللهم لبيك، لبيك وسعديك، والخير في يديك، ومنك وإليك، اللهم ما قلت من قول، أو حلفت من حلف، أو نذرت من نذر، فمشيئتك بين يدي ذلك كله، ما شئت كان، وما لم تشأ لا يكون، ولا حول ولا قوة إلا بك، إنك على كل شيء قدير.
اللهم ما صليت من صلاة فعلى من صليت، وما لعنت من لعن فعلى من لعنت، أنت وليي في الدنيا والآخرة، توفني مسلما وألحقني بالصالحين.»
دعاء النبي في عرفات
على أن خير دعاء كان يدعو به النبي
صلى الله عليه وسلم
بعد صلاة العصر في عرفات والتلبية، الدعاء التالي: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي سمعي نورا، وفي بصري نورا، وفي لساني نورا، اللهم اشرح لي صدري، ويسر لي أمري.»
وقال علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه: أكثر ما دعا به رسول الله عشية عرفات في الموقف هو: «اللهم لك الحمد كالذي نقول، وخيرا مما نقول، لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي، وإليك مآبي، ولك ربي تراثي، اللهم إني أعوذ بك من شر ما تجيء به الريح.»
ومن خير ما دعا داع في حجه ما ذكره الإمام الغزالي، إمام العلم والفلسفة والدين، وهو ما دعا به نفسه، قال: «إلهي، ما أنت صانع العشية بعبد مقر لك بذنبه، خاشع لك بذلته، مستكين بجرمه، متضرع إليك من عمله، تائب إليك من اقترافه، مستغفر لك من ظلمه، مبتهل إليك في العفو عنه، طالب إليك نجاح حوائجه! فيا ملجأ كل حي، وولي كل مؤمن، من أحسن فبرحمتك يفوز، ومن أخطأ فبخطيئته يهلك، اللهم إليك خرجنا، وبفنائك أنخنا، وإياك أملنا، وما عندك طلبنا، ولإحسانك هرعنا، ورحمتك رجونا، ومن عذابك أشفقنا، وإليك بأثقال الذنوب هربنا، ولبيتك الحرام حججنا. اللهم إنك جعلت لكل ضيف قرى، ونحن أضيافك، فاجعل قرانا منك الجنة. اللهم إن لكل وفد جائزة، ولكل زائر كرامة، ولكل شاكر عطية، ولكل راج ثوابا، ولكل ملتمس لما عندك جزاء، ولكل مسترحم عندك رحمة، ولكل راغب إليك زلفى، ولكل متوسل إليك عفوا، وقد وفدنا إلى بيتك الحرام، ووقفنا بهذه المشاعر العظام، وشهدنا المشاهد الكرام، رجاء لما عندك، فلا تخيب رجاءنا.»
Bog aan la aqoon