Dhiseyaasha Islaamka: Muxammad iyo Khulafadiisa
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
Noocyada
نويت الحج، وصدقت نيتي، وصح عزمي، فما كان ليثنيني عنه إلا سبق الأجل.
كانت هي الحجة الثالثة، ومع ذلك فقد كنت في لهفة على تأدية فريضتها أشد مما كنت عليه في الحجتين الأوليين، وفي اعتقادي أن من حج مرة يتعطش إلى المزيد، بل إن أحب أمانيه إلى نفسه ألا يفارق الأراضي المقدسة على الإطلاق.
أولى العقبات
ولقد كنت في المرتين اللتين أديت فيهما هذه الفريضة اعتدت السفر إلى الأقطار الحجازية بجواز سفر عادي؛ فلم أكن أعبأ بمواعيد سفر الحجاج وعودتهم؛ لأني أريد دائما أن أنعم بالمكث في الأراضي المقدسة أطول مدة من تلك التي يقضيها الحجاج عادة. وقد كان سفري بهذا الجواز العادي في السنتين الماضيتين أمرا ميسورا، ولكن كم كانت دهشتي عظيمة حين واجهتني عقبة لم أكن أتوقعها، فلقد كانت أولى العقبات؛ إذ رفض أولو الشأن الترخيص لي بالحج بجواز سفري العادي، وأبوا إلا أن أستصدر جواز سفر خاصا بالحج، شأني كشأن سائر الحجيج، ولم أدر السبب في ذلك، وليس هنا مجال القول في بيانه، ولكن ما يهمني أن أسجله هنا هو أن هذه العقبة قد ذللت من أيسر طريق.
ذلك أن وظيفتي الصحفية أجازت لي أن أتمتع بامتياز السفر بجواز عادي، وكفى الله المؤمنين القتال.
العقبة الكأداء
وانصرفت إلى تدبير أمور السفر، وإعداد العدة له، ولم أحسب أي حسابات لعقبات أخرى، وأي عقبة أو عقبات تقف في طريقي وقد ذللت في اعتقادي أكبر عقبة، ألا وهي السفر بالجواز العادي؟!
ولكن حدث حين قصدت إلى مكتب شركة البريد الفرعونية لقطع تذكرة على إحدى الباخرتين الخاصتين بنقل الحجاج، أن أبلغني مدير المكتب أن من المستحيل عليه أن «يصرف» لي تذكرة للسفر؛ لأن الأماكن بالباخرتين تشغل بمعرفة إدارة الحج بوزارة الداخلية، وأنه لا يمكن أن يسمح بسفر حجاج بجوازات عادية، بينما لا تجد الوزارة أماكن تتسع للحجاج ذوي جوازات الحج.
ضاقت الدنيا في وجهي، فقد عز علي أن أحرم من الحج، وأن تقف مشكلة ضيق الأماكن على ظهر الباخرة عقبة تحول دون بلوغي أعز أمنية عندي.
وأخذت أتردد على إدارة الحج بوزارة الداخلية كل يوم، صباح مساء؛ إذ لم يكن باقيا على موعد الحج إلا أيام معدودات، حتى علمت أن هناك باخرة هندية قادمة إلى السويس، هي الباخرة «روزماري»، فإذا وصلت في موعدها استطاع كل الحجاج أن يسافروا، وألا يتخلف عن السفر منهم أحد.
Bog aan la aqoon