قلت: قلت: وأما ذكر حديث الغدير بكماله وخطبته الذي وعدت به فيما سبق فأكتفي أيضا مما صدره (أبو)(1) الحسين يحيى بن الحسن بن البطريق الأسدي في هذا الفصل الذي أشرنا إليه آنفا من عمدته أيضا ما هو بطريقه إلى أبي الحسن علي بن المغازلي الواسطي الشافعي -رضي الله عنه- وبسنده إلى [الوليد بن صالح] ابن امرأة زيد بن أرقم قالت: أقبل نبي الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من مكة في حجة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك، ثم نادى: الصلاة جامعة، فخرجنا إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- (فصلى بنا الظهر)(2) في يوم [41أ-أ] شديد الحر وإن منا لمن(3) يضع رداءه على رأسه وبعضه على قدميه من شدة الحر حتى انتهينا إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فصلى بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال: ((الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضل، ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله أما بعد أيها الناس: فإنه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف ما عمر من قبله، وأن عيسى ابن مريم لبث في قومه أربعين سنة، وإني قد أشرعت في العشرين ألا وإني أوشك أن أفارقكم ألا وإني مسؤول وأنتم مسؤولون فهل بلغتكم؟ فماذا أنتم قائلون؟ فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقولون: نشهد إنك عبد الله ورسوله قد بلغت رسالته، وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره، وعبدته حتى أتاك اليقين، جزاك الله عنا خير ما جازى نبيا عن أمته، فقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله [44-ب] وأن الجنة حق والنار حق، وتؤمنون بالكتاب كله؟ قالوا: بلى قال: فإني أشهد أن قد صدقتكم وصدقتموني، ألا وإني فرطكم وأنكم تبعي توشكون أن تردوا علي الحوض فأسألكم حتى تلقونني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما، قال فأعيل علينا(1) ما ندري ما الثقلان؟ حتى قام رجل من المهاجرين فقال: بأبي وأمي يا نبي الله ما الثقلان؟ قال: الأكبر منهما كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم فتمسكوا به ولا تولوا ولا تضلوا، والأصغر منهما عترتي من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم فإني قد سألت لهم اللطيف الخبير فأعطاني ناصرهما لي ناصر وخاذلهما لي خاذل، ووليهما لي ولي، وعدوهما لي عدو ألا فإنها(2) لم تهلك أمة قبلكم حتى (تتدين بأهوائها)(3)، وتظاهر على نبوتها، وتقتل من قام بالقسط ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها وقال: من كنت وليه فهذا وليه (اللهم)(4) وال من والاه وعاد من عاداه -قالها ثلاثا))(5) آخر الخطبة.
قلت: قلت: وبطريقه إلى ابن المغازلي أيضا بإسناده إلى أبي هريرة قال: من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بيد علي بن أبي طالب -عليه السلام- فقال: ((ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: من كنت مولاه فعلي مولاه)) [41ب-أ] فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، فأنزل الله: {اليوم أكملت لكم دينكم}[ ](6)}...الآية.
Bogga 138